تعليق صحفي
القدس لن تكون ضحية الثورات بل محركاً لها
كشف الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية د. حسن خاطر، بحسب ما نقلته وكالة معا، عن مشروع خطير شرعت سلطات الاحتلال في تنفيذه بالفعل ويتعلق بتهويد البلدة القديمة بالقدس.
وقال خاطر "إن هذا المشروع سبق للهيئة الكشف عنه في مؤتمر صحفي العام الماضي، إلا أن المشروع وضع موضع التنفيذ وأصبح اليوم أمراً واقعاً، حيث بدأت سلطات الاحتلال بالفعل بتهويد معالم البلدة القديمة ابتداء من الأسوار والأبواب والشوارع، مؤكداً أن هذا المشروع يهدد أكثر من 6000 معلم داخل أسوار البلدة القديمة".
 
لقد أنّت القدس طوال الاحتلال اليهودي الغاشم لها عبر عقود، ولم يتوقف أنينها يوماً، كما لم يتوقف الكيان اليهودي المجرم عند احتلالها بل تعدى ذلك إلى العبث بها وهدم مقابرها وحرق مقدساتها، وتهجير سكانها وهدم منازلهم، ومحاولة تزييف التاريخ عبر الحفريات التي يجريها أسفل المسجد الأقصى، وعبر هذه الخطوات المفضوحة.
 
ويحاول الكيان اليهودي استغلال الظرف الراهن، ظناً منه أن المسلمين لا سيما في البلدان العربية سينشغلون بالثورات عمّا سواها، ومستغلاً كذلك تواطؤ السلطة والحكام العرب، ليسعى إلى تمرير مخططاته الماكرة، ومنها تهجير أهالي القدس عبر سحب هوياتهم المقدسية وهدم منازلهم، حيث سجّل توزيع ما لا يقل عن 200 أمر هدم منذ بداية العام الحالي، وتمت المصادقة مؤخراً على بناء 942 وحدة استيطانية ، وعلى نقل 3 كليات عسكرية إلى قرية وادي الجوز بالقدس والتي ستقام على مساحة 32 ألف متر مربع من أراضي القرية، إلى غير ذلك من المخططات التي بات من العسير حصرها لكثرتها واستمراريتها.
 
إن هذه الجرائم الماكرة التي يباشرها الكيان اليهودي على القدس وساكنيها، وجرائمه المستمرة في فلسطين، وإن تغاضى الحكام عنها وكانوا بتخاذلهم بل ومناصرتهم للكيان اليهودي شركاء فيها، ستكون -بإذن الله قريباً- وبالاً عليه، وستكون عاملاً من عوامل ترشيد هذه الثورات وزيادة اتقادها، وهي ستدفع المسلمين إلى العمل سريعا إلى التخلص من الحكام الذين فرّطوا بفلسطين وحرسوا حدود الكيان اليهودي، لتسير جيوش المسلمين بعد ذلك نحو فلسطين فتحررها وتقضي على كيان يهود الغاصب، وما حدث من مظاهرات أمام السفارة "الإسرائيلية" في القاهرة، وهتاف الجماهير في تونس ومصر وسوريا للقدس وضرورة تحريرها مؤشر على ذلك.
 
إن القدس، قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي الأكرم، ستبقى راسخة في أفئدة المسلمين، وسيبقى المسلمون يتطلعون لتحريرها مهما ادلهمّت الخطوب، ما داموا يقرؤون سورة الإسراء، وكما كان بيت المقدس عامل وحدة للإمة زمن الناصر صلاح الدين وسبباً لاستعادة عزتها، فسيكون بيت المقدس من جديد عامل فضح لمحاولات تخدير الأمة، وعلى اعتابه ستتكسر محاولات سرقة الثورات، ومحفزاً لإقامة الخلافة التي ستحقق التغيير الحقيقي وستحرر فلسطين وتحقق وعد الله.
)إِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
12-4-2011