تعليق صحفي
سفراء أم رعاة أنظمة ومستعمرون فعليون؟!
أكد السفير البريطاني في صنعاء أن عدم استعداد الرئيس صالح وأسرته لمناقشة نقل السلطة سيكون له عواقب سلبية على اليمن سياسياً وأمنياً واقتصادياً وإنسانياً. وقال السفير جوناثان ويلكس إن اليمن بحاجة للبدء في التحول السياسي الآن بموجب نص الدستور على نقل سلطة الرئيس إلى نائبه في حال عجز الأول، مؤكداً على أهمية إشراك جميع القوى السياسية في التعامل مع الوضع الراهن والتعاون في عملية التحول السياسي المنظم.
وسبق أن استهل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عمله بعد أن تسلم مقاليد الرئاسة من علي عبد الله صالح بالاجتماع بالسفير الأمريكي بصنعاء، وبحث معه ترتيبات المرحلة الحالية التي تمر بها اليمن.
وفي سوريا أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن السفير الأمريكي في سورية روبرت فورد توجه الخميس إلى مدينة حماة، موضحة أنه سيبقى هناك لغاية الجمعة، حيث سيجري اتصالا مع المعارضة الموجودة هناك.
في خضم الثورات التي تجتاح المنطقة، أخذت رعاية أمريكا وأوروبا للأنظمة تتكشف يوماً بعد يوم، وتدخلها في أدق تفصيلات الحياة السياسية في هذه البلدان باتت ظاهرة للعيان.
فالسفير الأمريكي في اليمن، يجوب اليمن كأرض مشاع يتصل بالسياسيين الموالين والمعارضين، يجتمع بالرئيس ونائب الرئيس، وتجري مداولات نقل السلطة قبل سفر صالح في بيته (السفير الأمريكي)، ويكون الاخير هو أول من يجتمع به نائب صالح عقب اصابته، وقل مثل ذلك في السفير البريطاني الذي يتحدث عن المخارج القانونية والدستورية لاستلام عبد ربه منصور الحكم بعد صالح.
ويتكرر المشهد في سوريا، حيث تسعى أمريكا للبحث عن بدائل عن نظام الأسد التابع لها، والذي سقطت ورقته واندثرت شعبيته الزائفة امام جموع المتظاهرين في سوريا، فيزور السفير الأمريكي حماة ويمكث فيها تحت سمع وبصر النظام، وإن زعم معارضته الإعلامية الكاذبة لأمريكا، ويجتمع السفير بالمعارضين باحثاً عن ضالة دولته دون جدوى الآن.
لقد أظهرت الثورات في البلدان العربية هذه الأنظمة على حقيقتها، فهي انظمة لا تملك من أمرها شيئاً، وأنها تدار من خلال السفارات الغربية لا من خلال المقار الحكومية او قصور الجمهورية او مقر رئيس الوزراء، وبانت بأنها دون أحجار النرد، او دمى الأطفال، فهي أنظمة مستهلكة مكانها القمامة عقب الاستعمال والاستغناء عنها.
كما تظهر هذه التحركات حجم الخطر الذي يتهدد الثورات من خلال محاولات الدول الاستعمارية، الراعية لهذه الأنظمة منذ عقود، أن تصطنع بدائل تمكن لها في بلاد المسلمين وتحافظ على نفوذها.
لذا فعلى الأمة أن تتنبه لخطر التدخل الخارجي بصورة دائمة، وان تتبرأ من أية علاقة مع الغرب الحاقد على الإسلام وأهله، وأن لا تنخدع بمعسول كلام الأطلسي ولا مجاملات امريكا أو مخادعات أوروبا، فالأنظمة التي تعاني منها الأمة اليوم هي خطيئة من خطايا هذه الدول الاستعمارية بل هي خدم للسياسات الغربية، كما على الأمة أن تلقي بكل القيادات التي انست بالكافر المستعمر وتسعى للحفاظ على نفوذه في بلادنا خلف ظهورها وأن لا تلدغ من نفس الجحر مرتين.
 
18/7/2011م