تعليق صحفي

استفتاءات الرأي العام الموجهة وحدود الهزيمة

تحت عنوان: "غالبية الجمهور يدعون الرئيس لاتخاذ خطوات أحادية من جانبه ضد إسرائيل"، نشرت وكالة معا نتيجة استفتائها الاسبوعي على الانترنت، حيث ذكرت أنّه "في حال أخذت أمريكا قرار فيتو ضد دولة فلسطين فعلى الرئيس اتخاذ قرارات أحادية وتشكيل حكومة طوارئ"،  وهو خيار أيده ما نسبته 81.3% من المشاركين، فيما رأى ما نسبته 12% من المشاركين أنّه "على الرئيس عباس الدعوة لمؤتمر دولي للرد على أمريكا"، أما البقية –حسب معا- "فلا يعرفون ما على الرئيس محمود عباس فعله".

 

من الواضح للعارفين بمجال الرأي العام بأنّ مثل هذه الاستطلاعات تحصر خيارات الرأي ضمن محددات تقوم على فكرة وجود السلطة ومنظمة التحرير، وتحددها ضمن حدود اللعبة الدولية، ولذلك فليس ثمة من شك أنها استطلاعات تسيطر عليها العقلية السلطوية، وتسبح في فضاء مشروع حل الدولتين.

ولو أرادت وكالة معا استبيان آراء الناس حول رؤيتهم لحل القضية دون حصرهم ضمن منطق المفاوضين، لعرضت عليهم مثلا: خيار إلغاء منطمة التحرير وإرجاع قضية فلسطين إلى حضن الأمة، وخيار دعوة جيوش المسلمين للجهاد في حرب التحرير الحقيقية، ولكّن هذه المرجعية المبدئية تناقض الأساس الذي تقوم عليه السلطة والذي تسير بحسبة منظمة التحرير، وبالتالي فهي مرجعية غير وارد عند "مؤسسات الرأي العام" وعند وكالة معا، طالما وهي تتحرك ضمن أروقة السلطة.

 

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى،  فإنّ الذي يقرأ خيار "خطوات أحادية من جانبه ضد اسرائيل" قد يخطر بباله أنّ هذه الخطوات تشمل أن يعلن رئيس السلطة الحرب على دولة الاحتلال، أو يحرك أجهزته الأمنية ضد المستوطنين، أو أن يتحلل من عار التنسيق الأمني مع الاحتلال، مما يمكن أن يحمل معاني خطوات أحادية الجانب، وهذه لا شك خارج أذهان ساسة السلطة وأفقهم.

 

فماذا يمكن أن تعني خطوات أحادية الجانب غير منطق الاستخذاء في حدود الكيان الهش المُسمى سلطة وطنية؟!

 

9/11/2011