تعليق صحفي

بدلا من أن يدخلها محررا، "الملك عبد الله" يدخل فلسطين تحت حراب الاحتلال ويؤكد على حقه فيها!!

في تصريح سبق زيارة "الملك عبد الله " لرام الله قال رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن :"فلسطين لشعب فلسطين والأردن للشعب الأردني"، ليعود بهذا التصريح إلى حقبة بدأت  الأمة تتجاوزها وتتجه نحو إزالة آثارها من الوجود ، فرئيس السلطة الفلسطينية وزائره "الملك عبد الله" يجسدون بقايا تلك الطغمة التابعة للغرب والتي اتخذت من حدود سايس بيكو عقيدة لها، ومن تمزيق الأمة إلى دويلات وشعوب شرعة ومنهاج عمل، تسعى من خلال ذلك إلى تكريس الحدود المصطنعة بين أبناء الأمة الواحدة، وحماية مصالح الغرب والسهر على تنفيذ مخططاته في المنطقة للحيلولة دون قيام دولة الخلافة التي تجمع المسلمين في كيان واحد يلم شملهم ويوحد كلمتهم ويحرر أرضهم.

وبدلا من أن يدخل "الملك" فلسطين محررا، يدخلها بإذن من كيان يهود وتحت حرابهم التي تقطر دما، ليقوم "الملك" بزيارة يحث فيها السلطة على استئناف المفاوضات ويؤكد على حق كيان يهود في الوجود على الأرض المباركة وذلك من خلال "تأييده لموقف عباس بشأن عملية السلام وضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود عام 67 وقوله إنّها مصلحة أردنية عليا"، وليبعد شبح فكرة أن الأردن هو الوطن البديل التي يلمح لها بعض قادة يهود.

وبما أنّ عقلية التبعية والذل تعشش في عقول تلك الطغمة فلا ترى حلا لقضايا الأمة إلا عبر الأدوات الاستعمارية البغيضة التي جلبت الاحتلال وضيعت الحقوق والثروات ومزقت الأمة فقد  أكد "الملك عبد الله" على "أن الأردن سيستمر في دعم جهود السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية كافة لتحقيق العدالة التي ينشدها الشعب الفلسطيني ونيل استقلاله وإقامة دولته المستقلة من خلال مفاوضات السلام وفي إطار قرارات الشرعية الدولية، وأنّ حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يعالج جميع قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضيتي اللاجئين والقدس، وصولا إلى السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها وينهي حالة التوتر في المنطقة."

 ومن خلال تلك التصريحات والمواقف يبدو جليا أنّ "رئيس السلطة والملك عبد الله " يلتقيان على فكرة تمزيق الأمة الإسلامية إلى شعوب ودويلات، وتقزيم قضية الأرض المباركة إلى قضية أهل فلسطين بل إلى قضية فصائلية مقيتة، ويجتمعان على تنفيذ رؤية الغرب الكافر في حل الدولتين، ويستميتان في الدفاع عن حق كيان يهود في العيش من خلال الاعتراف به، ويتخذان من مفاوضات السلام وقرارات هيئة الأمم التي أسلمت فلسطين ليهود مرجعية وأساسا لأي حل لقضية فلسطين، ويتفق عبد الله وعباس كذلك على أنّ عدم وجود سلام مع كيان يهود يبقي المنطقة في حالة توتر !!، فالمشكلة في رأيهما تكمن في تأمين كيان يهود وسلامته، وليس في وجوده واحتلاله للأرض المباركة !!.

إنّ قضية فلسطين تجمع الأمة الإسلامية وتوحد رؤيتها وشوقها لذلك اليوم الذي تزحف فيه جيوش الخلافة نحو القدس لتحررها والأرض المباركة من دنس يهود، رؤية للحل نابعة من الأحكام الشرعية التي جعلت من فلسطين ملكا للأمة الإسلامية، ومن تحريرها مسؤولية ملقاة على عاتق كل مسلم.

 وإنّ ما تبقى من الأنظمة المهترئة تعيش خريف عمرها في هواجس وخيفة تجتر ضلالها القديم، ولا تملك أن تنظر لترى ذلك التغيير الذي يجتاح الأمة لأنها رضيت بالتبعية والعبودية للغرب الذي أوجدها كأداة لحراسة مصالحه.

وما هي إلا لحظات الليل الأخيرة التي تسبق الفجر حتى تلحق بقايا الكيانات المصطنعة بالأنظمة المخلوعة في تونس وليبيا ومصر، لينتظم عقد الأمة من جديد في خلافة على منهاج النبوة كما بشر بذلك خير البشر عليه أفضل الصلاة والتسليم، فتحرك الخلافة جيوشها لتحرير فلسطين كاملة من دنس يهود.

22-11-2011