تعليق صحفي

منظمة التعاون الإسلامي أم منظمة التآمر على الحاضر الإسلامي؟

 

 

 قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، بأنه لا سلام في المنطقة دون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، وادعى بأن الدول العربية حريصة وبجدية على دعم قضية فلسطين، وشكر قطر لاستضافتها المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس.

وقال أوغلو إن القدس بحاجة إلى إرادة جادة وتحرك فاعل من قبل المجتمع الدولي بدوله ومؤسساته من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه ومقدساته، ومنع تكرار هذه الجرائم التي تغذي العنف والتوتر في المنطقة.

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

إنها نفس الاسطوانة المملولة التي لم يعد لها قبول في أوساط المسلمين، إنها السيمفونية المفضلة لدى الأنظمة العربية العميلة، التي ألّفتها الدول الاستعمارية وتعزفها الأنظمة دون ملل، إنها سخافات استجداء الأعداء ضد الأعداء، وضلالات الأمن الدولي والسلام العالمي ..

إن ما يسمى بمنظمة التعاون الإسلامي أو ما كانت تعرف بمنظمة المؤتمر الإسلامي المسلمون والإسلام منها براء، ولا تعاون فيها ولا معونة، وليس فيها إلا تغييب الحقائق وتضليل المسلمين وتضييع فرص نجاتهم، فهي منظمة تؤكد على فرقة البلاد الإسلامية، وتُلقي بقضايانا المصيرية تحت أنياب مصاصي الدماء البشرية من الرأسماليين المستعمرين الحاقدين على الأمة ودينها..

فقد اختزلوا فلسطين في القدس بعدما وافقوا على بيع معظمها ليهود، وها هم يختزلون العمل للقدس في مؤتمرات توجه النداءات للكفار المستعمرين لينقذوها من احتلال هم أقروه وشرّعوه حقدًا على الإسلام وأهله، وفي فتات الأموال يرسلونها ويمنون بها على القدس أمام شعوبهم، وها هو أوغلو يردد دون حياء من الله ولا من عباد الله سيمفونية العار ويعزف على وتر الحرص على المنطقة والحرص على كيان يهود على أن يكون الثمن هو تطبيق حل الدولتين الأميركي..

فما الفرق بين أوغلو وبين أوباما ؟ ومن أحرص منهم على فلسطين؟ أم أنه ومنظمته صدى لصوت الاستعمار؟

إن قطر تمارس دور الذراع السياسي والمالي لتحقيق الدول الاستعمارية تحت مظلة عربية، وهي عمليًا لا تمتلك قوة ذاتية سياسية أو اقتصادية حقيقية لتلعب مثل هذا الدور وليس لديها تطلعات أو مصالح خاصة بها لا في السودان ولا في ليبيا ولا في سوريا ولا في فلسطين ولا في غيرها، ورعايتها لمؤتمر ما يسمى الدفاع عن القدس هو إمعان في مسيرة التضليل وخدمة الاستعمار وصرف المسلمين عن وجهة الدفاع الحقيقية.

إن الأنظمة البالية في البلاد الإسلامية، والمنظمات التي تشترك فيها خدمة لمصالح المستعمرين مثل جامعة إيدن (جامعة الدول العربية) ومنظمة التآمر على الحاضر الإسلامي، لابد أن تدفن بلا رجعة فلا نسمع لها ذكرًا أو ركزًا، حتى يستطيع المسلمون أن يتوجهوا وجهتهم الحقيقية دون تأثيرات خارجية، هذه الوجهة التي لو تركوا وحدهم لتّجهوها دون عناء، إنها وجهة التمسك بحبل الله والاعتماد عليه وترك حبل الكفار، والموالاة بين المسلمين على أساس العقيدة الإسلامية، ومن ثم تكون نصرة فلسطين ونصرة الإسلام وتقوم الدولة الإسلامية التي تطبق الإسلام على الناس فتملأ الأرض عدلا ونورًا كما هي مملوءة اليوم ظلمًا وجورًا.

22-2-2012