بسم الله الرحمن الرحيم
نقلت القدس العربي أن الرئيسين المصري حسني مبارك والأمريكي باراك اوباما سيبحثان في لقائهما المرتقب بالبيت الأبيض "مبادرة حكماء" لتسوية النزاع العربي الإسرائيلي على أساس تعويض اللاجئين الفلسطينيين بدلا من حق العودة، وكذلك تعديل حدود عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، على أن تكون القدس عاصمة مشتركة.
وأشرف على "مبادرة الحكماء" الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، ووزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، وبرنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي السابق في إدارتي فورد، وبوش الأب.
لقد كثر الحديث في وسائل الإعلام عن خطة اوباما الجديدة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، وحدثت تخمينات وتسريبات كثيرة حول هذه الخطة، وكثرت زيارات المبعوثين الأمريكيين لمنطقة الشرق الأوسط وذلك لإبقاء خيوط القضية بيد الولايات المتحدة من جهة ولجس النبض وتسويق الأفكار الأمريكية من جهة أخرى، وتأتي مبادرة الحكماء بعد زيارة الرئيس الأسبق كارتر لغزة والمنطقة، وقد احتوت المبادرة على حلول للمسائل الشائكة بين الفلسطينيين وكيان يهود، ولكن هذه الحلول تصب في وجهة النظر اليهودية خاصة في موضوع إسقاط حق العودة وتعديل حدود عام 1967 بحيث تبقى المستوطنات الرئيسية في الضفة الغربية مقابل ضم بعض المناطق ذات الكثافة السكانية من الأراضي التي احتلت عام 48، ونوقشت هذه المبادرة مع الرئيس مبارك لأن النظام المصري هو المسوق الرئيسي للمشاريع الأمريكية في المنطقة وهو الراعي الحقيقي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ولأنه الراعي لجولات الحوار بين الأطراف الفلسطينية، إضافة لتمتعه بعلاقات حميمة مع كيان يهود، وبالتالي سيكون مبارك هو المسوق لخطة اوباما الجديدة القديمة والقائمة على حل الدولتين، وما تسرب من تفاصيلها على وسائل الإعلام وكذلك مبادرة الحكماء المذكورة، يشكل صفعة لكل الذين طبلوا وزمروا لخطاب اوباما في مصر بالرغم من تفاهة ما طرحه في خطابه والذي يقضي بإعطاء معظم فلسطين ليهود مقابل كيان هزيل على القليل من أرض فلسطين، لأن هذه المبادرة وهذه التفاصيل تبخر كل "الثوابت" المزعومة من حق العودة والقدس عاصمة لدولة فلسطين وتفكيك المستوطنات، وأيضا تشكل مبادرة الحكماء صفعة للذين استقبلوا كارتر في دمشق وغزة وأعطوه موافقتهم على دولة في حدود 67، حيث شكلت هذه الموافقة دافعا جديدا عند كارتر ليطرح هذه المبادرة لإحساسه بإمكانية قبولها من جميع الأطراف الفلسطينية بما فيها سلطة غزة، لذلك يجب أن يدرك المسلمون جميعا أن التعامل مع كيان يهود يجب أن يكون على الصعيد الذي يؤدي إلى إنهاء وجود هذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين المباركة، من خلال الأمة الإسلامية وجيوشها، وأن إسناد القضية إلى أمريكا والرباعية والأمم المتحدة وغيرهم من أعداء الأمة هو انتحار سياسي أدى إلى مزيد من الضياع لفلسطين ومزيد من التشريد لأهلها، وإلى السائرين خلف أمريكا وأدواتها أقول إن فلسطين لها رجالها الذين يصلون ليلهم بنهارهم من أجل ترتيب أوضاع الأمة بحيث تكون قادرة على تحريك جحافل الفتح التي ستحرر فلسطين كل فلسطين من براثن يهود، وتعيدها جزءا من ديار الإسلام، (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا). بقلم المهندس أحمد الخطيب/ عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين الأول من رمضان الخير 1430هـ الموافق 22/8/2009