أوردت وكالة معا نقلاً عن مركز القدس خبراً يكشف النقاب عن وقوف منظمات وجمعيات أمريكية خلف بناء المستوطنات لا سيما في القدس، وبين التقرير الذي يحمل عنواناً باسم "أمريكيون يدعمون ويمولون الاستيطان في الأراضي الفلسطينية" أن هذه المنظمات والجمعيات الأمريكية تمول بناء استيطانيا غير شرعي وغير قانوني في الأراضي الفلسطينية، كما يستخدم جزء من أموال هذه المنظمات في الاستيلاء على عقارات المقدسيين وطردهم منها، كما حدث مؤخرا في الاستيلاء على عقاري عائلتي الغاوي وحنون، وأكثر من 70 عقارا في البلدة القديمة من القدس، ونحو 40 عقارا آخر في سلوان، حيث يقف على الجمعيات الأمريكية جمعية خاصة يديرها المليونير الأمريكي من أصل يهودي ايرفينغ موسكوفيتش، علما أن جميع المبالغ التي تتبرع بها هذه الجمعية الاستيطانية معفاة من الضرائب، عدا عن الأموال التي يتبرع بها مانحون أمريكيون وتصل عبر قنوات عديدة إلى جمعيات التطرف الاستيطانية وأشهرها "عطيرات كهانيم" ، و"ألعاد"، و"شوفوبنيم"، وصناديق حكومية "إسرائيلية" عديدة تمول البناء الاستيطاني اليهودي في قلب القدس وفي الضفة الغربية.
 
******
 
إن هذا الخبر يؤكد حقيقة جلية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أن أمريكا-وليس مجرد منظمات وجمعيات أمريكية مستقلة- تقف خلف كيان يهود المسخ، فالقوى الغربية الإستعمارية هي من كانت وراء إنشاء هذا الكيان ومده بالمال والسلاح والرجال، وأمريكا هي من ترعى هذا الكيان -وليس المستوطنات فحسب- رعاية تامة، وهي من تحيط به بجيش من الحكام العملاء في دول الطوق وما جاورها من الأنظمة التابعة والخانعة حماية له.
 
إن أمريكا لم تخلع ثوب عدائها للإسلام وأهله لا في عهد بوش ولا في عهد أوباما وإن تزينت لتفتن المسلمين عن حقيقة عدائها لهم، وإن الإرتماء في أحضانها ووضع قضايانا لا سيما قضية فلسطين بين أيديها انتحار سياسي بما تحمله هذه الكلمة من معنى، فأمريكا هي العدو الأول ويهود عينها التي ترقب بها المسلمين وتحركهم ويدها التي تبطشهم بها لذا كان من السذاجة وعدم الفطنة أن يظن بها المرء غير ذلك وكان من الضياع أن يستجير المرء من الرمضاء بالنار.
 
إن مطالبة الإدارة الأمريكية ليهود بوقف الإستيطان ليس سوى مطية لتمرير المخططات الأمريكية الرامية إلى تسويق كيان يهود للبلدان العربية وفتح أبواب التطبيع على مصراعيه مع هذا الكيان، فأمريكا أشد حرصاً على كيان يهود من يهود أنفسهم ولكنهم دوماً كانوا كالطفل المدلل الذي يرد قول أبيه ويتمنع عليه تطفلاً وتدللاً، وإن كانت أمريكا تقسو على يهود أحياناً فلا تعدو تلك القسوة قسوة تأديب الأب لإبنه لصالحه.
فهل أدرك اللاهثون وراء وعود أوباما ومن قبله بوش هذه الحقيقة أم أنهم في غيهم وتفريطهم وتضييعهم لقضايا أمتهم سادرون؟!
 
إن الحق سبحانه قد بين لنا حقيقة هؤلاء وأن الكفر ملة واحدة وأنهم في عداوة الإسلام وأهله صفاً واحداً، وأن عداءهم لنا سيبقى ما دمنا مسلمين وما داموا كفاراً(وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا).
14/9/2009