نشرت عدة وسائل إعلام تقريرا تتحدث فيه عن إقرار كبار الضبط في كيان يهود بأن مقاتلي حزب الله، قد تفوقوا بشكل كبير على مقاتليهم، إبان عدوان يهود على أهل لبنان عام 2006.
 والدراسة المذكورة كتبت بقلم الجنرال السابق، والباحث حاليا في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، روبي سندمان. واعتمد فيها على استطلاع رأي أجراه بين 24 ضابطا كبيرا في جيش يهود ممن درسوا حرب لبنان الأخيرة (2006)، وهم ممن يحملون درجة عقيد فما فوق. واتضح أن غالبيتهم تعطي علامة تفوق لحزب الله في هذه الحرب، حيث أشاروا إلى أن مقاتلي حزب الله تفوقوا على الجيش الإسرائيلي في المجال الاستخباري، وفي التخطيط الاستراتيجي وفي عقيدة الحرب، بينما تفوق الجيش الإسرائيلي من ناحية الوسائل القتالية والتنظيم والأهداف السياسية.
إن الناظر في واقع كيان يهود وفي الحروب التي خاضها والتي لم يكن لينتصر فيها لو كانت حروبا حقيقية، يجد أن سبب انتصار هذا الكيان في بعض حروبه إنما كان بسبب تواطؤ حكام المسلمين، أو بسبب خداعهم وتضليلهم وعدم رعايتهم شؤون الناس المختلفة والتي منها الجيش وتسليحه وتأهيله، أما ما جرى من مناوشات حقيقية مع المخلصين من أبناء الأمة فان كيان يهود قد مني بالخسائر والهزائم العسكرية مرة تلو المرة، فمعركة الكرامة عندما رفض المخلصون من فرق الجيش الأردني ومعهم الفدائيون الانسحاب من مواجهة قوات يهود وقاتلوا حق القتال، كبدوا جيش يهود الخسائر الفادحة بل وأدبوه، وحرب عام 73 قاتل فيها الجيش المصري قتال الأبطال وعبر القناة إلا أن تواطأ السادات على قسم من جيشه وحدثت ما سمي وقتها بالثغرة بين الجيشين الثاني والثالث كي يكون مبررا أمام السادات لإعلان إيقاف القتال ، وأخيرا عندما قامت حرب عام 2006 رأى فيها يهود الذل والانهزام العسكري، وفي 2009 صمدت فئة قليله بصدورها العارية وبخفيف السلاح أمام الطائرات والجيش الكبير نسبيا إذا ما قورن بالشعب الأعزل غي غزة. 
إن المسلمين اليوم لم ولن تنقصهم القوة والشجاعة، وهم إن قاتلوا قاتلوا قتال الأبطال، كيف لا وعقيدتهم تعدهم بجنة عرضها السماوات والأرض، ولكن المؤسف أنه لا توجد قيادة مخلصة تستغل طاقاتهم وتوحد جيوشهم، فتكمل النصر العسكري إلى النصر السياسي، وليس كما يحدث الآن مع حكام الضرار، والذين يقومون بالالتفاف على النصر العسكري لأجل تقديم التنازلات السياسية.
فبعد حرب 73 كان توقيع اتفاق كامب ديفيد والذي أجهش في البكاء رئيس الأركان المصري وواضع خطة العبور اللواء الجمسي عندما قرأ الاتفاق وهو يقول ألهذا قاتلنا وضحينا؟؟
ولقد كان إقرار الحكومة اللبنانية لقرار الأمم المتحدة القاضي بإيقاف الاقتتال هزيمة سياسية منكرة بعدما أحرز المجاهدون انتصارا عسكريا على يهود، فهذا الاتفاق قد جلب قوات احتلال جديدة إلى لبنان والتي لن تغفل دورها في حماية كيان يهود.
إن الأمة بجيوشها ومجاهديها اليوم إنما تفتقد إلى قيادة مخلصة لا تبيع دماءها في دهاليز سياسة التنازلات، بل تقود الأمة من نصر إلى نصر بإذن الله.
5/10/2009