تعليق صحفي

حبال أمريكا عنكبوتية، والمستقبل للمسلمين الذين سيحررون فلسطين

جاء في وثيقة أمريكية خاصة بالرئيس الأمريكي باراك أوباما وجرى توزيعها يوم الاثنين 10/12/2012 على جميع أجهزة المخابرات بأن دولة فلسطينية في حدود عام 1967 مع تبادل أراض ستقوم حتى عام 2030 حتى وإن كان ذلك دون اتفاق لكن قضايا مثل القدس واللاجئين وتجريد الضفة الغربية من الأسلحة لن تجد حلا حتى ذلك التاريخ.

تأتي هذه الوثيقة ضمن الدعم "المعنوي" لفكرة حل الدولتين، والذي يسعى يهود مؤخراً لتقويضه ويسعى الغرب -ضمن رؤيته لضمان أمن يهود وتحقيق مصالحه في المنطقة- إلى ترسيخه، وهو أقرب إلى الوعد الخجول غير الرسمي للفلسطينيين بأن أمريكا تتطلع لأن تقيم لهم دولة حتى عام 2030م.

ولقد سبق هذا التقرير وعود أمريكية رسمية بإقامة الدولة الفلسطينية، كوعد بوش الابن بإقامتها قبل عام 2009 لكنه سرعان ما نكص على عقبيه، فكانت وعود أمريكا دوماً كوعود الشياطين وحبالها عنكبوتية، وفي ذلك درس وعبرة لكل المرتمين في أحضانها المتعلقين بوعود ساستها.

إن الصراع القائم في فلسطين، لا يحتاج إلى وثيقة حتى نخلص إلى أنه لن يجد سبيلاً للحل عبر تعايش أهل فلسطين المسلمين مع اليهود المحتلين، وأن سبيل المفاوضات ومحاولة التطبيع مع هذا الكيان الغاصب والترويج له في العالم الإسلامي ستبوء بالفشل، فالمسلمون يرون في كيان يهود كياناً محتلاً غاصباً للأرض المباركة، ويرون في فلسطين كلها أرضاً إسلامية روى الصحابة الكرام ثراها بدمائهم، وأنهم لن يهدأ لهم بال حتى يقضوا على كيان يهود، ويحرروا فلسطين ويعيدوها إلى حظيرة الإسلام والمسلمين. وأنّى للمسلمين أن يقبلوا التفريط بشبر منها وفيهم كتاب الله ينطق (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير).

إن ما أغفله التقرير، أن سعي المسلمين لإقامة الخلافة يتقدم بخطى حثيثة حتى بات المسلمون يترقبون إعلانها في كل لحظة، وأن قيام الخلافة سيغير الموقف الدولي وموازين القوى، وأن الخلافة لن تبقي فلسطين محتلة ولن تقبل بوجود كيان يهود البتة بل ستقتلعه من جذوره وتحرر فلسطين فيدخل المسلمون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة. ذلك وعد غير مكذوب.

(َإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)

12-12-2012