أوردت هيئة الإذاعة البريطانية خبراً مفاده (حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلنتون من أن تصاعد الهجمات المسلحة ضد القوات الباكستانية يهدد سلطة الدولة على أراضيها وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند "لدينا ثقة" في سيطرة الحكومة الباكستانية على سلاحها النووي رغم هجوم عناصر طالبان على مقر قيادة الجيش.وأضافت "لا نرى أي دليل على أنهم يتجهون للسيطرة على الدولة" في إشارة إلى المسلحين الإسلاميين.....)
*****
من يتابع طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الحكومة الباكستانية يدرك أن أمريكا تتصرف في باكستان كتصرفها في حظيرة من حظائرها، وأنها تعتبر قوة باكستان العسكرية ليست سوى أداة بطش أمريكية تسخرها متى وكيفما تشاء، فأمريكا ترى في السلاح النووي الباكستاني سلاحاً لها وترى بأن تصرف الحكومة هناك في هذا السلاح تصرف يد أمانة "عهدة" لا تملك التحكم فيه أو اتخاذ قرار بشأنه، وليت الأمر توقف على السلاح النووي بل إنه تعداه إلى تسخير وتحريك الجيش ليبطش بأهله في منطقة القبائل ووادي سوات لصالح المشاريع والمخططات الأمريكية.
لقد شهدت باكستان عملاً مفضوحاً من أعمال الإدارة الأمريكية التي صنعت من خلالها عملاء عبر ما أسموه بالانتخابات والتي أفرزت من صدر القرار من البيت الأبيض بتوليه الحكم هناك وبات الأمر مكشوفاً لعامة أهل باكستان وخاصتهم، وأمريكا الآن تواجه الفشل في تلك المنطقة تلو الفشل ولقد حاولت من قبل احتواء التيارات الإسلامية في باكستان والموالية لطالبان عبر اتفاقية تطبيق الشريعة في وادي سوات التي نقضت الحكومة الباكستانية  بنودها إذ أنها أرادتها لمرحلة مؤقتة لتحقيق مآربها لكنها باءت بالفشل.
إن أمريكا التي تتزعم العالم باتت اليوم أضعف من أي وقت مضى فهي عاجزة عن أن تحقق أي اختراق في أية قضية من قضايا العالم بل إنها عاجزة عن إنهاء أي ملف من ملفات العالم الساخنة لا سيما تلك التي أثيرت عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهذا العجز والترنح الأمريكي يعطي بريق أمل وإشارة قوية للمسلمين بالتحرك الجاد لإقامة الخلافة من جديد لتستعيد مكانتها في المسرح الدولي وتقضي على النفوذ الأمريكي فتنشر الهدى والخير للعالم أجمع.
لقد بات واضحاً أشد من وضوح الشمس في رابعة النهار أن من يتحكمون في جيوش الأمة هم تبع لأعدائها فها هم يذبحون المسلمين في باكستان وفي أفغانستان وفي صعدة وغيرها وهم عن قتال شرذمة من يهود عاجزون، لقد آن الأوان لأهل القوة والمنعة من هذه الجيوش بالتحرك الجاد للتخلص من هيمنة وربقة الاستعمار وأتباعه ليعيدوا لهذه الجيوش مكانتها المشرفة كقوة تقدم أرواحها في سبيل الدفاع عن أمتها وعن دينها.
11/10/2009