جريدة الشرق الأوسط الدولية
_ هاجم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خصومه السياسيين بشدة أمس، وتحديداً الحوثيين في الشمال و قوى «الحراك» في الجنوب ، معتبرا «أن من يرتد عن الوحدة اليمنية ، كمن يرتد عن الإسلام». وقال أنّ خصومه يريدون إعادة «عمامة بيت حميد الدين وسلطان حيدر أباد» إلى اليمن في الشمال والجنوب.
وقال صالح في كلمة له في افتتاح المؤتمر العام الثالث للمغتربين اليمنيين الذي بدأ أمس أعماله في صنعاء ، إن «بريطانيا التي احتلت اليمن 139 عاما، هي اليوم تقف إلى جانب الوحدة اليمنية والى جانب الأقوياء وليس إلى جانب الدويلات الصغيرة», في إشارة إلى سعي الجنوبيين لـ «استعادة دولتهم » والى تمرد الحوثيين في الشمال ، متسائلا : « لماذا يريدون تقزيم اليمن ؟»، ومؤكدا على أن « من يريد تقزيم اليمن، هم الأقزام ».
******
لأنّ حكام المسلمين يعرفون أهمية الإسلام ومكانته العظيمة في نفوس المسلمين، ويدركون تماماً بأنّ العقيدة الإسلامية هي أغلى شيء على المسلم، ويعلمون أنّ العقيدة الإسلامية ينقاد لها كل معتنقيها عن رضا وقناعة دونما إكراه أو إجبار، لذلك يلجأ الحكام إلى استخدام ورقة الإسلام كلما اضطروا إلى ذلك لخدمة مصالحهم، فيستغلون الإسلام بدلاً من أن تقودهم رغبة الأمة وتوجهها إلى تحكيم الإسلام، ألا ساء ما يحكمون!.
ولكننا نلاحظ في هذا الشأن ثلاثة أمور:
أمّا الأمر الأول، وهو حقيقة الصراع الذي يأخذ أبعاداً دولية ونزاعا بين القوى الاستعمارية خاصة أمريكا وبريطانيا مستخدمين أبناء المسلمين آلةً له ووقودا. فهذه الحرب المتجددة يقف وراؤها ويغذيها الغرب، ولولاه لما سُفكت دماء المسلمين ولا هُدرت أموالهم. ولولا إمداد الغرب للحرب بما يلزم لتوقفت منذ أمد بعيد. 
وأمّا الأمر الثاني، فهو أنّ الحكام لا يستخدمون ورقة الإسلام إلا مضطرين اضطرارا ملجئاً، فعلى الرغم من أنّ الإسلام يملك الحل لكل قضايا المسلمين والشائكة منها، إلا أنّهم لا يلجئون إلى استخدام الإسلام إلا في الضرورة القصوى لأنّهم لا يريدون من المسلمين أن يعتادوا التفكير بالإسلام كحل لقضاياهم وكحكم في حياتهم، ولأنّهم عملاء قد عادوا دينهم وأمتهم.
وأمّا الأمر الثالث، أنّ كل مصائب المسلمين ومنها فرقتهم وقتالهم فيما بينهم، وضعفهم، وفقرهم، سببها البعد عن الإسلام وتحكيم أنظمة الكفر في حياتنا، فالإسلام يحرم سفك دماء المسلمين ويعتبر حياتهم وأموالهم مصونة لا تُستباح إلا بحق، فلا سبيل إلى توحيد المسلمين من جديد إلا بتحكيم شرع الله. فعندما طُبق الإسلام في دولة الخلافة توحد المسلمون في كيان واحد دون تفريق بين زيدي وجعفري وشافعي ومالكي، شامي أم عراقي أم مصري. فكلهم إخوة مسلمون متحابون.
وهذا ما سيعود إليه الحال يوم تقوم الخلافة الراشدة الثانية في القريب العاجل بإذن الله.
 12-10-2009