تعليق صحفي

أوباما أيها الكذاب الأشر! أهل الشام ليسوا متسولين والنظام أداتكم في قتلهم!

في

مصور، وجه الرئيس الأمريكي كلمة للشعب السوري، منّ فيها عليه ببعض المساعدات الإنسانية، وأعلن خلالها عن تبرع حكومته بـ 155 مليون دولار، واعتبر أن هذه المساعدات ستصل بتبرعات أمريكا إلى 365 مليون دولار لتصبح أمريكا أكبر دولة مانحة منفردة في تقديم المساعدات للشعب السوري. وخاطب أوباما أهل سوريا بأن هذه المساعدات ستتحول إلى ملابس تبعث لكم الدفء وإلى دقيق وطحين وطعام وأحذية لكم في دمشق وحمص ودير الزور. وزعم أوباما بأن أمريكا تسعى بجانب المجتمع الدولي إلى وضع حد للنظام السوري وترتيب مرحلة انتقالية لتعيش فيها كل الطوائف بسلام وديمقراطية، وأكد أوباما دعمه للمعارضة السورية وأنها في تنامي، وأكد أن الأيام القادمة صعبة، وأن النظام سوف ينتهي وسيأخذ الشعب السوري فرصته وسيجد أمريكا دوماً شريكاً له!.

يطل أوباما على أهل سوريا ويداه تقطر دماً جراء المجازر التي يرتكبها خادمه الأسد في سوريا، يطل أوباما كثعلب يتربص بفريسته يزعم لها الخير وهو يقودها إلى الموت الزعاف، يمنّيهم بطعام وشراب وأحذية لقاء خضوعهم لإرادته ومشروعه الاستعماري، ظناً منه أن أهل الشام مجرد جوعى يرضون بالمهانة لقاء رغيف عيش أو حذاء!، ويحه من متكبر! ويحه من كذاب أشر!

وصدق فيه وفي أمثاله قول شوقي رحمه الله،

برز الثعلبُ يوماً...في شعار الواعِظينا

فمشى في الأرضِ يهذي...ويسبُّ الماكرينا

 إن أوباما ماكر كاذب في دعواه؛

فأمريكا هي سيدة نظام الأسد والآمر الناهي له، فهي من جلبته وريثا لأبيه، وهي من أمدته بالمهل الدموية عسى أن يقضي على ثورة الشام الأبية، ولقد كان ذلك بارزا لكل ذي عينين، في كيفية تعامل الإدارة الأمريكية مع ثورة الشام مما حدا ببعض السياسيين الأمريكيين أن ينتقدوا سياسة أوباما تجاه سوريا.

وأمريكا تسعى لإيجاد البديل الذي يضمن انتقال الحكم من الأسد لمن خلفه تحت مظلة التبعية الأمريكية، التي يحلو لأوباما أن يسميها بمرحلة انتقالية ديمقراطية، وهي تغيير للوجوه مع بقاء نظام الحكم قائماً، وما حدث في مصر من انتقال للحكم رعته أمريكا ليس ببعيد عنا.

إن نظام الأسد، وإن زعم الممانعة كاذباً طوال عقود، فهو جندي "وفيّ" للسياسة الأمريكية وتابع مخلص لها، فبالأمس القريب قاتل بجانب القوات الأمريكية في العراق، وطوال أربعين عاماً أو يزيد حفظ أمن كيان يهود في الجولان على أتم وجه، وهو اليوم ينافح عن النفوذ الأمريكي في سوريا في وجه الساعين المخلصين لانعتاقها من ربقة التبعية لها.

إن ثوار سوريا يدركون تلك الحقائق، فلا خطاب أوباما يضللهم، ولا أمواله السياسية تغريهم، ولا تهديداته ترهبهم، فهم أعزاء بدينهم وإيمانهم، وهم قد أدركوا أن الأسد أداة لأمريكا، فعلموا من أول يوم أن مواجهتهم معها، فخرجوا يعلنون في جمعهم (أمريكا...ألم يشبع حقدك من دمنا؟!)، ولن تزيدهم عنجهية وصلف أوباما وخطابه لأهل الشام وكأنهم متسولون إلا إصراراً في المضي قدماً لتحقيق غاية ثورتهم بإقامة الخلافة التي ترفع شأنهم وتنتصر لهم وتلقن أوباما ودول الاستكبار العالمي درساً في معنى العزة والكرامة، فهذه أرض الشام فيها عمود الدين وصفوة الله من أرضه وثوارها أحفاد الصحابة الكرام، أحفاد خالد وصلاح الدين، فإن لم تعلم التاريخ يا أوباما أفق وتعلّم، ففجر الخلافة سيبزغ بإذن الله من الشام وسيبدد ظلامكم وينهي ظلمكم، وإن غدا لناظره قريب.

(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)

30-1-2013