تعليق صحفي

الذئاب لا تحمي فرائسها ... وأمريكا وأوروبا أعداء الثورة

عقب انتهاء مؤتمر أصدقاء سوريا في روما، قرر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دعم المعارضة السورية بمساعدات عسكرية "غير مميتة"، وإمدادات غذائية وطبية (الجزيرة نت 1-3-2013).

إن أمة تصنع ثورة لتغيير مجرى التاريخ لا يمكن أن تقبل بحالة الاستغباء السياسي، مهما ضلل الإعلام والحكام، ومهما انبطح معارضو الفنادق أمام أعداء سوريا والأمة، الذين يتسللون إليها تحت عباءة  أصدقاء سوريا.

هل يمكن أن يتقبّل العقل أن تتحرك الذئاب لحماية فرائسها؟ سؤال لا بد أن يقرع ذهن كل من يسلم أذنه للسياسيين المضللين ممن يريدون أن يسقطوا ثورة الأمة في حضن الاستعمار. وهو سؤال لا بد أن يوجّه لقادة الائتلاف الوطني الذين يجهدون في جعل الثورة مع الاستعمار الغربي لا ضده.

إن التمويل المالي والدعم العسكري للسياسيين والكيانات السياسية هما من الأساليب الاستعمارية التقليدية لتحقيق مصالح الغرب وتنفيذ مخططاته. ولا شك أن أمريكا ومعها دول أوروبا تحسب ألف حساب لثورة الأمة في الشام بعدما صبغتها الهوية الإسلامية، وبعدما أعلنت أنها لله.

ولا شك أن ثوارا يعلنون أنها لله، يعلمون علم اليقين أن الله تعالى قد قال:

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"

وهذا الغرب لن ينفق أمواله في سوريا إلا للصد عن مشروع الأمة في تحكيم شرع الله وتوحيد الأمة تحت راية لا إله إلا الله. وهو يسعى لأن يستبق فرصة انبثاق الخلافة في الشام بإقامة دولة مدنية علمانية تستمر فيها العمالة للغرب فكريا وسياسيا، كما حصل فيما قبل الشام من ثورات.

ولذلك، ليس غريبا أن يتزامن هذا القرار الغربي مع القرار الثوري في الشام بجعل عنوان هذه الجمعة الشامية المباركة: "أمة واحدة... راية واحدة... حرب واحدة"، وهو شعار يدلل على أن الحرب مع النظام هي حرب نيابة عن الأمة ضد هذا النظام وضد من يحميه من أعداء الأمة.

هي حرب ضد أمريكا التي ظل النظام السوري عميلا لها طيلة العقود الماضية يحقق مصالحها حتى وهو يتبجح بشعار الممانعة ويحتضن المقاومة، وهي حرب ضد أوروبا التي تنازع أمريكا على مصالحها، ولكنها تلتقي معها على مصلحة حصار المشروع الإسلامي الذي تظهر تباشيره على أرض الشام. وهي أيضا حرب ضد روسيا التي تجاهر بدعم النظام السوري المجرم متحدية بذلك أمة المليار ونصف.

إن الغرب يمكر، والرجالات الذين استمالهم من معارضة الفنادق يلهثون خلفه، ولكن الثوّار الأحرار على الأرض يعلنون في الميدان كل يوم بأفعالهم وأقوالهم أنها ثورة ضد الاستعمار ولن تكون في حضنه، ولا يمكن أن يأتي نصر للأمة من أمريكا ولا من أوروبا، وقد حقّ قول الله تعالى:

"وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"

4-3-2013