تعليق صحفي

حكام مصر، حكومةً ومعارضة، يبلغون مبلغا عظيما في خدمة كيان يهود

 نشرت صحيفة "المصري اليوم" بتاريخ 18 نيسان/أبريل 2013 خبراً جاء فيه: أنّ الجيش (الإسرائيلي) أكد أنّ مصر وجهت له تحذيرات قبل الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها مدينة إيلات في وقت سابق، وأنّ هذه التحذيرات دفعت الجيش (الإسرائيلي) إلى نشر بطارية من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ عبر إيلات، مؤكدين أنهم سعداء من التعاون مع الجيش المصري.

وأكد السفير عمر عامر، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في مؤتمر صحفي عقده بقصر الاتحادية أنّ التعاون الأمني بين مصر و(إسرائيل) على الحدود «قائم ومستمر وهو أمر طبيعي وليس جديدًا» وأضاف: «مصر لا تقر أي هجوم على أي دولة، أو تهديد سلامة أي دولة سواء من تشترك في حدود مع مصر أو غير ذلك، وهذا هو المبدأ الحاكم للسياسة الخارجية المصرية، ويجب الانتظار حتى اتضاح الصورة بشكل كامل.

 في الوقت الذي تشغل فيه القيادة المصرية الجديدة ومعارضوها أهل مصر بقضايا من مثل محاكمة مبارك وتطهير القضاء وقضايا الفساد وبعض المحاكمات لرموز النظام السابق أو للمسئولين عن أحداث ما بعد الثورة، فإنّها ترتكب الموبقات وتمارس قمة التهاوي السياسي والأخلاقي والإسلامي في القضايا ذات الوزن الثقيل، فقضايا تعاون مصر وارتمائها في أحضان أمريكا والغرب ومؤسساته مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكذلك موضوع إسلامية الدستور والحكم بشرع الله، وموضوع العلاقات المصرية مع كيان يهود المجرم، مثل هذه القضايا باتت مغيبة عن البحث والخلاف، اللهم في بعض الأحيان وضمن حدود لا تمس جوهرها أو أعمدتها الأساسية، وهو ما يثبت تآمر الأطراف السياسية، حكومة ومعارضة، على أهل مصر الأغيار، وارتماء هذه القوى في أحضان الغرب وأعداء الأمة.

 فأهل مصر من أكثر شعوب الأرض كرها لدولة يهود، وهم من أكثرها حمية على أهل فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، وهم من أعلنوا مرارا وتكرارا في مظاهراتهم وخاصة تلك التي اقتحموا فيها السفارة "الإسرائيلية" بالقاهرة، عن رغبتهم وأمنيتهم أن يطهروا فلسطين من رجس يهود، وأن يتوجهوا ولو حتى بصدورهم العارية من أجل تحرير فلسطين، كيف لا وأهل مصر يعتزون بربهم وبإسلامهم وتحتل فلسطين مكانتها في قلوبهم لارتباطها بعقيدتهم، وهم ما فتئوا ينعتون كل متعاون مع كيان يهود بالخائن والعميل.

 وفي المقابل، نرى كيف أنّ الحكومة والرئاسة المصرية وقيادة الجيش وبتوافق مع المعارضة، يمارسون قمة العهر السياسي والتهاوي بمحافظتهم على أمن كيان يهود ومفاخرتهم بذلك، من خلال التنسيق الأمني مع الاحتلال والمحافظة على اتفاقية كامب ديفيد الخيانية، وتضييق الخناق على الجماعات المجاهدة في سيناء، وهدم الأنفاق على الحدود. والوقاحة تتجلى في أنّ قيادة الجيش والحكومة المصرية والرئاسة (الإسلامية)، باتوا يعلنون ذلك ويفاخرون به في أكثر من مقام، حتى أصبحوا مثل محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، يعتبرون أمن دولة يهود أمنا لهم!!

 وما لم يتنبه أهل مصر إلى ما يُحاك ضدهم من مكائد ومؤامرات من قبل الحكومة والمعارضة، فستواصل مصر تهاويها وتخلفها عن صناعة أو مواكبة ثورة الأمة لاستعادة عزتها وكرامتها التي امتهنها الحكام وداسوا عليها إكراما لأسيادهم في الغرب. فاستيقظوا يا أهل مصر لعلكم تعيدون التاريخ المجيد مع إخوتكم الأبطال في الشام الذي يسطرون أروع الملاحم، فتلتحم مصر بالشام كما التحمت سابقا لتخوض من جديد تحت إمرة خليفة راشد دروب العزة والتمكين بإذن الله.

 21/4/2013