ذكرت وكالة معا الإخبارية بأنّ الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قام بزيارة للقدس والمسجد الأقصى سراً حتى عن الصحفيين، إلا من تواجد صدفة هناك، وقد تجول في ساحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة وذلك يوم الأحد الماضي. وذكرت الوكالة على لسان عزام الخطيب – مدير عام أوقاف القدس – عدم وجود أي تنسيق أو حتى علم مسبق لإدارة الأوقاف بهذه الزيارة. وأشار الخطيب إلى أنّ الأوقاف تفاجأت بترتيبات أمنية إسرائيلية، لمدة نصف ساعة تقريبا دخل خلالها لمدينة القدس من باب المغاربة.
وتساءلت معا مستغربة هذه الزيارة السرية قائلة: ويبقى السؤال مفتوحاً، لقد كان الصحفيون ليصنعوا أجمل قصة وتقرير وخبر لزيارته، ولكن لماذا كانت سراً!؟
 
يبدو أنّ الرئيس الأمريكي قد تعلم الدرس وفهم الرسالة التي أرسلها الشاب علي محمد عن طريق توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق في المسجد الإبراهيمي قبل حوالي شهر، حيث وجه له رسالة نزلت عليه كالصاعقة، وكان فحواها أنّه إرهابي وقاتل للمسلمين في أفغانستان والعراق وأنّه غير مرحب به وعليه أن يخرج من المسجد ويعود من حيث أتى.
وقد سبق تلك الرسالة غيرها من مثل رسالة منتظر الزيدي لبوش في العراق، ورسالة أخرى قبل عدة سنوات من قلب المسجد الأقصى من قبل المسلمين المخلصين الغيورين التي وجهوها لوزير الخارجية المصري الأسبق احمد ماهر، حيث انهالت عليه الأحذية من كل حدب وصوب.
لقد أدرك كلينتون أنه إن أعلن عن هذه الزيارة مسبقاً فإنّ مصيره لن يكون أفضل من أحمد ماهر أو توني بلير أو بوش، لأنّ الجرائم التي قام بها وتقوم بها الحكومة الأمريكية لا تُعد ولا تُحصى، من مثل قصف مشفى الشفاء في السودان خلال فترته الرئاسية، وقتل مسلمي فلسطين بدعم وتأييد أمريكي، واحتلال أمريكا لبلاد المسلمين، وما تبعها من فضائح أبو غريب وغوانتنامو وغيرها، وتشريد المسلمين ونهب خيراتهم المستمرة إلى يومنا هذا.
 
إنّ هذه الزيارة من قبل كلينتون لبلد إسلامي عزيز على قلب كل مسلم، وإحاطتها بالسرية الكاملة خوفاً من تداعياتها وما قد يترتب عليها، وما حصل مع بلير في المسجد الإبراهيمي وضرب بوش بالحذاء، إن دل على شيء فإنّما يدل على أنّ الصراع بين المسلمين والغرب قد أصبح واضحا للمسلمين جميعا.
 
لقد استخدم الغرب الحاقد على الإسلام أدوات كثيرة في صراعه ضد الأمة الإسلامية، ومن هذه الأدوات كيان يهود والحكام الظلمة والعملاء، فقد قام بمدهم بأسباب الحياة وقدم لهم الدعم الاقتصادي والسياسي وكل ما يحتاجونه من معلومات استخباراتية وأجهزة تنصت وتدريب على قمع الشعوب الإسلامية، بينما كان الغرب يتخفى وراء هذه الأدوات حتى يتجنب الصراع المباشر مع الأمة الإسلامية، فنجح في إخفاء عدائه للأمة الإسلامية حيناً من الدهر. 
لكنّ الأعمال التي قام بها الغرب خصوصاً في فترة بوش الابن وبلير، قد كشفت بشكلٍ واضحِ لا يدع مجالاً للشك بأنّ العدو الحقيقي الذي يقف وراء كيان يهود والأنظمة القمعية هو الغرب وقادته أمثال كلينتون وبوش وبلير وأوباما وبراون، وأنّ هذه الأنظمة ليست سوى سيفاً مسلطاً على رقاب المسلمين من قبل هؤلاء، مما جعل مشاعر المسلمين تجاه الغرب وقادته تلتهب وتتأجج، فكان هذا الانتقال إلى إظهار الصراع مع الغرب الكافر – العدو الحقيقي للأمة الإسلامية- انتقال خير وهذا بفضل الله ومنه وكرمه.  
 
18/11/2009