تعليق صحفي

السلطة تمعن في التطبيع، فتستقبل المحتلين في المقاطعة وتتمنى لأكابر مجرميهم الشفاء

نشط القائمون على "مبادرة جنيف" في الآونة الأخيرة بشكل مفاجئ، فنظموا في 31-5-2013 مندوة جمعت ناشطين سياسيين فلسطينيين و"إسرائيليين" استمرت لثلاثة أيام متتالية، وضمت كذلك خبراء بارزين حاضروا عن "جوانب عملية السلام".

ودعوا إلى اجتماع أول أمس الأحد 7-7-2013م في مقر المقاطعة في رام الله جمع حوالي 50من أعضاء  شاس والليكود وأحزاب أخرى مع ياسر عبد ربه ونبيل شعت، تم الحديث فيه عن ضرورة الاستمرار في "حل الدولتين"، وأعلن عبد ربه خلاله عن أن السلطة مستعدة للقيام بخطوات غير مسبوقة في عملية التفاوض، كما وتمنى نبيل شعت بكل وقاحة الشفاء العاجل للحاقد على العرب والمسلمين عوفاديا يوسيف لذي شبه العرب بالثعابين والنمل، وقال أن الله ندم على خلقهم، وأنه يجب إبادتهم وقصفهم بالصواريخ بكثافة و..

وكذلك دعوا إلى مؤتمر في الكنيست "الإسرائيلي" أمس الاثنين 8-7-2013م لمناقشة حال عملية "السلام"، حضره وزير الأسرى السابق أشرف العجرمي، الذي انفعل وكشف عن أن السلطة كانت تتفاوض سرًا مع نتنياهو في بيته عبر ياسر عبد ربه، بينما كانت تسوق ممانعتها الكاذبة على الناس وتشترط وقف الاستيطان، وهو نفس الشرط الكاذب الذي اشترطته منظمة التحرير قبل عشرين عامًا.

تأتي هذه الخطوات كمحاولة للإبقاء على حياة عملية المفاوضات التي دخلت "غرفة الإنعاش"، من خلال إعادة تنشيط "مبادرة جنيف" التي وقعت عام 2003م برعاية دولية، وظهرت كمبادرة غير رسمية من الأوساط السياسية الفلسطينية مثل ياسر عبد ربه و"الإسرائيلية" مثل يوسي بيلين، وذلك إبان توقف المفاوضات في عهد السفاح شارون عام 2003م.

فبعد ظهور فشل خطوات جون كيري في إحداث تحريك لعملية التفاوض رسميًا، صار لابد من بعث "مبادرة جنيف" المدفونة منذ عشر سنوات، للقيام بنفس الدور الذي قامت به أيام تعنت شارون، وهو إحداث تحرّك سياسي في موضوع المفاوضات بعيدًا عن تعنت نتنياهو.

وبالطبع فإن السلطة الفلسطينية المتهالكة على التفاوض بأية طريقة وكأن التفاوض أوكسجينها، استعدت كما هي مستعدة دومًا لتقديم المزيد من التنازلات، فهو أسلوبها الأكثر نجاعة لإسالة لعاب قادة يهود ليقبلوا بالعودة للتفاوض، وأما كلامها عن الخطوات البديلة فهو في نظر قادة يهود تصريحات تهريجية.

إن استقبال سياسيين محتلين في المقاطعة، وإرسال سياسيين فلسطينيين إلى الكنيست، هو إمعان من السلطة في التطبيع، وإمعان في طريق الخيانة لأرض الإسراء والمعراج، ومرود على التنازلات وعلى العبث بأرض الإسراء والمعراج،

وإن قادة السلطة والمنظمة يعمهون في سكرتهم، ولا يحسبون حسابًا للأمة، ويبدو أنهم لن يستيقظوا إلا بعد أن يجدوا أنفسهم منبوذين نهائيًا من أهل فلسطين ومن اليهود الذين يتاجرون معهم بقضية فلسطين، وحينها لن يجدوا إلا مزابل التاريخ مأوى لهم.

إن فلسطين أرض الإسراء والمعراج، لن يبت فيها أناس غريبون عن فكر الأمة الأصيل، ومهما حاولوا فستبقى عليهم عصية، صابرة تنتظر تكبيرات المسلمين التي ترتعد لها قلوب الكافرين والمنافقين، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)

 9-7-2013م