منذ عدة أيام وحادثة تحليق الطيران التابع للجيش المصري فوق سماء قطاع غزة تتفاعل ما بين الاتهام وما بين التبرير،

 فالجيش المصري ومنذ اتفاقية كامب ديفيد يحظر عليه التواجد في سيناء إلا بإذن الكيان المحتل وفق تلك الاتفاقية، بينما يفاجأ أهل قطاع غزة بطيران ذلك الجيش الذي انتشر في سيناء بحجة مكافحة الإرهاب وحماية المحتل يحلق فوق رؤوسهم لساعات دون أي اعتراض من المحتل؟ فأين كانت تلك الطائرات عندما كانت غربان الموت وطائرات يهود تقصف غزة بالحمم ؟ وأين هي بطولات الضربات الجوية التي يفاخر بها جيش مصر أمام كيان يهود؟ وأين هو التغني بالضربة الجوية الأولى والتي كانت في رمضان عام  1973 آخر حروب نظام مصر ؟

إن الاستقواء على شعب محتل كأهل فلسطين وبالتعاون مع كيان يهود الباغي لهو وصمة عار في جبين حكام مصر العسكريين الذين لم يخوضوا بجيلهم هذا حربا واحدة أو حتى معركة سياسية مع كيان يهود، بل هم الذين حفظوا أمنه بدلا من إذاقته الويلات وإزالته عن بكرة أبيه.

فهل أمن مصر القومي كما يدعون لا يتحقق إلا بالاستقواء على أهل غزة ؟ أم أن قطاع غزة  ذلك الشريط الساحلي الضيق بفصائله ضعيفة التسليح يهدد أمن مصر صاحبة الجيش الجرار؟ أم أن الأمر هو لعبة سياسية وعسكرية لترسيخ وهم الفرقة بين أهل فلسطين وأهل مصر وفي نفس الوقت حماية المحتل بقوى وأيادي مصرية مسلمة وفي شهر رمضان الفضيل، وتقربا لكيان يهود لمنع تهريب السلاح لفصائل المقاومة مقابل دفاع سياسيي يهود ومحافلهم عن حكم العسكر المتهالك في الأوساط الأمريكية والدولية؟

انه لمن الجرم السياسي في حق الأمة أن يتم تحويل عداء أهل مصر لكيان يهود إلى عداء لأهل فلسطين، وإن مصر بجيشها فيهم خير أجناد الأرض، والجندي لا يحسن القيادة فهو بحاجة إلى قيادة سياسية راشدة توجهه صوب الرشاد، وتطيح بعملاء أمريكا في الجيش وغيره إطاحة لا يرجعون بعدها، وتقود مصر إلى أن تكون نواة التغيير الشامل في المنطقة بإقامة الخلافة الراشدة الثانية.

25-7-2013