نشر موقع ياهو مقالا جاء فيه، أنّ أربعة أشخاص بالغين من بين خمسة في الولايات المتحدة يواجهون إما بطالة أو قريبون من الفقر أو يعتمدون على نظام الرعاية الاجتماعي في جزء من حياتهم، ما يدل على تدهور الأمن الاقتصادي وصعوبة تحقيق الحلم الأمريكي.

وأرجعت بيانات معلوماتية خاصة بوكالة اسوشييتد برس إلى أنّ سبب كل ذلك يعود إلى الاتساع في عولمة الاقتصاد الأمريكي، وزيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء وفقدان أعمال المصانع جيدة الأجور.

وقد ركز المقال على تنامي معدلات الفقر وسرعة انتشاره بين طبقة البيض بشكل غير مسبوق، وتجاوز عدد الفقراء البيض في بعض المناطق على عددهم من السود، وأن الفقر لم يعد يقتصر على طبقة السود واللاتينو.

وقد جاءت هذه النتائج في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي باراك اوباما تجديد تركيز إدارته على الاقتصاد، قائلا في خطاب له مؤخرا أنّ أولويته القصوى هي "لإعادة بناء سُلّم من الفرص" وقلب التفاوت في الدخول.

واضح أنّ العالم الرأسمالي بدأ يكتوي بشرور الرأسمالية كما اكتوت من قبله بقية دول العالم التابعة له، فها هي أمريكا زعيمة الرأسمالية أصبحت تئن مما أصابها من فساد وشرور الرأسمالية رغم أنّها هي أخر من يُفترض أن يطالها ذلك في ظل حالة الخاوة والعربدة التي فرضتها على العالم في المجال الاقتصادي، لا سيما في موضوع اتخاذ الدولار مرجعا للعملات دون أن يكون له غطاء ذهبي أو غطاء حقيقي أخر.

وهذا حصاد طبيعي لهذه الشجرة الخبيثة التي زرعها الغرب والتي لا حل لها إلا بالاجتثاث وزرع شجرة طيبة مباركة بدلا منها.  فالفساد في الرأسمالية ليس عارضا أو مؤقتا، بل هو أصيل وأصل فيها.

والعالم لن يتخلص من شرور الرأسمالية ونيرانها إلا بالتخلي عنها كليا، وتبني الحضارة الإسلامية بدلا منها، وحينها سيسعد المسلمون والناس أجمعون بمبدأ الإسلام العظيم الذي ما أرسله الله لنا إلا رحمة بنا. فنسأل الله أن يكون ذلك اليوم الذي تقوم فيها الخلافة فتعيد إحياء الحضارة الإسلامية قريبا.

30/7/2013