قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن الأردن طلب من الولايات المتحدة تزويده بطائرات استطلاع أميركية لمساعدته في مراقبة حدوده مع سوريا، وأفاد أن الأردن طلب التعاون المخابراتي، وذكرت الجزيرة نت (15-8-2013) أن من شأن هذا الطلب أن يعزز الدعم العسكري الأميركي للأردن بعد قرارات أميركية بنشر طائرات أف 16 وصواريخ باتريوت هناك.

كحال الأنظمة العربية التي ظلت طيلة سنوات تتابع مشاهد إراقة الدماء الزكية في الشام، يزداد النظام الأردني وقاحة في التعاون المفضوح مع أمريكا، وفي تأمين المنطلق للحشد العسكري ضد ما ستتمخض عنه ثورة الشام.

وإذ يسلح الأردن ليكون رأس حربة ضد مشروع الأمة المتولد في الشام، لا يشعر بأي خطر من الكيان المغتصب لفلسطين، بل يدرك النظرة الاستعمارية لطبيعة كيانه منذ إنشائه: لتكوين مخفر أمني يحمي حدود اليهود الشرقية ويفصل الأمة عن كيان يهود.

ولقد ظل النظام الأردني وفيا لذلك الدور الأمني، وظل يعمل على تأمين حدود الكيان اليهودي المغتصب، وهو بإدراكه لطبيعة ذلك الدور يستشعر الخطر من ثورة الأمة في الشام على كيانه وعلى كيان اليهود، لأن ثورة الأمة في الشام تتأهب لخلع الهيمنة الغربية من المنطقة واستعادة سلطان الأمة المغصوب، ويعلن الثوار فيها بصراحة أنهم سيزحفون للقدس بعد دمشق.

إن هذا التآمر العسكري من قبل النظام الأردني مع أمريكا يستدعي من المخلصين في الأردن أن يتصدوا للنظام الملكي العميل، وأن يعملوا على إسقاطه تماما كما يعمل ثوار الشام على إسقاط نظام بشار المجرم، فلا فرق بين حكام الأردن وحكام سوريا في التآمر على الأمة، وملك الأردن يعمل من خلال هذا التعاون العسكري والمخابراتي على تمكين أمريكا من رقاب المسلمين، متحديا لقول الله سبحانه وتعالى:

"وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا"

16-8-2013