تعليق صحفي

أمريكا تستنفد جهودها لإجهاض ثورة الشام، فتحشد الحشود وتمكر لتطفئ جذوة الإسلام في الشام!

اعتبر عضو مجلس الشيوخ الأميركي، جون ماكين، أمس الاثنين أنه إذا رفض الكونغرس السماح للرئيس باراك أوباما باستخدام القوة العسكرية في سوريا فسيكون ذلك "كارثة".وحذّر قائلاً "ندرك حجم التداعيات التي ستنتج عن ترك الأمور على حالها في سوريا". وقال السيناتور ليندسي غراهام إن "سوريا باتت تشكل تهديداً للأمن في الشرق الأوسط" وأضاف أن حل الأزمة السورية "يجب أن يكون سوريا ودورنا أن نضع سوريا على المسار الصحيح".

لم تستطع أمريكا منذ اللحظة الأولى التي انطلقت بها ثورة الشام المباركة من الالتفاف عليها أو إجهاضها في مهدها، وبقيت هذه الثورة تسير برعاية الله لها وتصقل أهل الشام ليكونوا خيرة الله في خلقه حيث أسكنهم خيرة الله في أرضه، ولتبقى الشام وأهلها في كفالة الله لهم، تحُفّهم أجنحة الملائكة الكرام.

فلم تفلح مساعي أمريكا في صناعة البدلاء للأتباع العملاء، ولم تفلح كذلك في أن تحرف الثورة عن إسلاميتها وتطلعها لإيصال الإسلام إلى الحكم، وبالرغم من الحكم البعثي الذي جثم على صدور الناس لعقود إلا أن إسلامية الثورة وإخلاصها لله واتخاذها من الرسول عليه السلام قدوة وقائداً للأبد كشف عن جوهر وحقيقة أهل الشام الذين نبتوا من أمة عريقة، وأن تمسكها بإسلامها ودينها هو معدنها الأصيل وغيره عرض زائل.

فشلت أمريكا بمجلسها الوطني وبائتلافها العميل وهيئة أركانه بقيادة سليم إدريس، في إجهاض الثورة أو حرفها عن مسارها الصحيح، وفشلت جهودها الاستعمارية السياسية طوال أكثر من عامين، فلا نجحت بتكرار النموذج اليمني ولا المصري، وهي الآن تفكر وتدبر وتسعى للتدخل العسكري لاستدراك وتلافي فشلها الذريع طوال أكثر من عامين، لفرض عملائها الجدد بالقوة.

لا شك أن التدخل العسكري الذي تخطط له أمريكا هو آخر أوراقها فلم يعد في جعبتها الكثير "فآخر العلاج الكيّ"، ولا شك كذلك أن ثورة الشام في مراحلها الأخيرة لإسقاط ما تبقى من النظام، لذا فأمريكا تستنفر جيشها وطائراتها وبوارجها الحربية وعملاءها وأتباعهم وأشياعهم.

إن ما يتحدث عنه السيناتور ماكين والسيناتور غراهام ليس الخوف على الأوضاع الإنسانية، فأمريكا صاحبة سبق وسباق في الجرائم بحق البشر، فهي لم تكترث بقتل مئة ألف في سوريا خلال عامين ونصف حتى تنظر "بإنسانية!" لقتل ألفين أو يزيد في مقتلة الكيماوي!!، إن هؤلاء يتحدثون عمّا يمكن أن تؤول إليه سوريا حال انفلاتها –قريبا بإذن الله- من عقال أمريكا، حال إسقاط الثوار المخلصين للنظام ومبايعتهم لإمام يقيم فيهم حكم الإسلام ويطبق شريعة الرحمن،خلافة راشدة على منهاج النبوة في عُقر دار الإسلام الشام، ذلك ما يصفه ماكين "بالكارثة"، وذلك ما يصفه غراهام "تهديداً للأمن في الشرق الأوسط"، وهو المسار الخاطئ بنظر أمريكا التي تسعى لحرف ثورة الشام عنه.

إن الأيام التي تعيشها الأمة أيام عصيبة، وهي في نفس الوقت أيام حاسمة تقتضي اللجوء إلى الله والتمسك بحبله المتين وتصديق وعده وطلب النصر منه وحده دون سواه، وتقتضي الوعي على مكائد المستعمرين،  فعلى ثوار الشام أن يثبتوا ويصبروا ويصابروا فإن النصر صبر ساعة، وعليهم أن يتوحّدوا ويُسرعوا في حسمهم للنظام قبل أن يسبقهم الغرب عليه، وأن لا ينجروا إلى مخططات الكافرين وأتباعهم من الحكام كحكام تركيا أو الاردن أو الحجاز، فلا تكن خاتمة ثورتهم ضياعاً وإهداراً للتضحيات الجسام التي بذلت، بل لتكن عاقبة ثورتهم خلافة راشدة على منهاج النبوة، فيفرح بها ساكن الأرض وساكن السماء فتكافؤ التضحيات بخير مكافأة، وتغبط الملائكة أهل الشام وثوارهم أن أجرى الله على أيديهم إعزاز هذا الدين.

فلمثل هذا فليعمل ثوار أهل الشام.

(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا 22 مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23 لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 24 وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)

3-9-2013