لا زالت الوعود تتلاحق بقرب حل أزمة الكهرباء، وذلك بعد أيام على العرض الذي لم ينفّذ والذي من شأنه أن يحل أزمة الكهرباء التي باتت تشلّ الحياة في غزة بسبب انقطاعها، فقد أصبحت الأزمة أزمات تمتد على عدة اتجاهات، فوقف الكهرباء في ظل فصل الشتاء وغلاء الوقود الموّرد من كيان يهود وأزمة شح غاز الطهي، كلها أزمات تتفاقم في قطاع غزة وتثقل كاهل الناس، منذرة بأزمات لم تغادر أهل فلسطين وغزة.

وللوقوف على بعض معالم أزمة الكهرباء نذكر الأمور التالية:

•        إن قرار تشديد الحصار على أهل غزة هو قرار أمريكي في الدرجة الأولى، وذلك سعيا من أمريكا لإبرام المصالحة وفق شروطها.

ولتحقيق ذلك تستخدم أمريكا أدواتها، ومن أبرزهم انقلابيو مصر وسلطة عباس وكيان يهود.

•        أن انقلابيي مصر، السيسي وعصابته، هم من أوقف إدخال الوقود ومنه الوقود الصناعي الذي تبرعت به قطر مجانا لمحطة توليد الكهرباء، في خضم إغلاق الأنفاق عن قطاع غزة، والتذرع بالأوضاع الأمنية في سيناء.

•        ومن جهة أخرى فقد أعلن رئيس السلطة عن توريد وقود المحطة من خلال يهود بدون ضريبة، ثم ما لبث أن طلب ثمن تلك الضريبة، فامتنعت حكومة حماس عن دفع تلك الضريبة مما أدى إلى توقف إمداد محطة التوليد بالكهرباء فبدأت الأزمة من جديد وبسببها أصبح التيار الكهربائي ينقطع لمدة 18 ساعة.

•        وتستمر الأزمة، ولا تكشف سلطة حماس عن السبب المباشر لها، وهو موقف انقلابيي مصر ووقفهم لتوريد الوقود المجاني بل إنها قابلت انقلابيي مصر بناعم التصريحات والتمست المبررات لما يقومون به، وفي نفس الوقت تستمر حكومة حماس بجني الضرائب من أهل قطاع غزة المنكوبين بل تعدى الأمر حد المعقول بإصدارها فواتير الكهرباء حتى في الأوقات التي زودت فيه محطة الوقود بالسولار المجاني، ليفتح ذلك باب التساؤل عن سر ذلك الوقود المجاني أهو لخدمة أهل القطاع أم لخدمة السلطة؟!.

•        إن انقلابيي مصر لا يملكون من أمرهم شيئا فهم مجرد أدوات تتبع أمريكا التي تريد كسر إرادة أهل غزة، وهو ما يفسر تلك السياسة التي باتت تظهر في هجوم وسائل الإعلام المصرية الموالية للانقلابيين على أهل غزة المنكوبين دون أن تراعي أواصر الأخوّة أو القرابة أو الجوار، وفي هذا السياق يستمر إغلاق معبر رفح متنفس أهل غزة، وتغلق الأنفاق، ويمنع السولار المجاني من عبور مصر إلى داخل القطاع.

•        إن سلطة حماس، التي تطالب الناس بالصبر في ظل هذه الأزمة، كان الأولى بها أن تقلع عن ظلمها لأهل غزة، فلم يسلم أهل غزة من أذى أجهزتها الأمنية التي تتعدد انتهاكاتها وأهانتها للناس، ولم تتوقف عن سياسات جبي الأموال والمكوس والضرائب، فهل هذه التصرفات تعين الناس على الصبر على الأزمات والملمات؟ ما لكم كيف تحكمون؟

•        وفي ظل استمرار الأزمة واستمرار معاناة أهل غزة، يتبجح كيان يهود بتهديدات وزير خارجيته باحتلال كامل قطاع غزة، ويلوح جيشه بمناورات للقتال في داخل المدن، دون أن ينبري أحد للدفاع عن أهل غزة المنكوبين، ودون أن يتحرك جيش الكنانة أو بقية الجيوش لإزالة التهديد اليهودي ووقف معاناة أهل غزة وتحريرها وتحرير كامل فلسطين. فهل غزة وفلسطين يا جيوش المسلمين تقع في كوكب آخر، ما لكم لا تتحركون لنجدتها؟ ما لكم صامتون تجاه معاناة أهلها صمت القبور؟ أليس أهل غزة وأهل فلسطين أخوتكم في الدين وأهلكم وأقاربكم؟ ألا ترقبون فيهم إلا ولا ذمة؟ فحسبهم الله ونعم الوكيل، وإن اليوم الذي ستحرر فيه غزة وفلسطين على أيدي جيش الخلافة القائمة قريبا بإذن الله بات وشيكاً.

وإن غدا لناظره قريب.

26/11/2013