تعليق صحفي

الحكام والسلطة يجددون تفريطهم بالأرض المباركة ويرهنون فلسطين بعدوة المسلمين أمريكا!

أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية مساء السبت على تمسكه بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها الجامعة في قمتها في بيروت عام 2002، وبالتمسك بالشرعية الدولية ممثلة بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأن قبول العرب لاستئناف المفاوضات جاء نتيجة لتجاوب أمريكا مع التحرك العربي المطالب بإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" وتغيير المنهجية المتبعة في معالجة القضية الفلسطينية.

وقالت صحيفة «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في الجامعة العربية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عرض على الاجتماع الوزاري العربي الطارئ أفكارا أميركية، تتعلق بمحاولة إنقاذ التفاوض ومسار السلام، منها بذل جهود لإبرام اتفاق إطاري بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" نهاية الشهر الحالي.

فيما قال وزير خارجية السلطة رياض المالكي أن هناك حديثا عن أن الإدارة الأميركية والوزير كيري قد يقدمان مقترحا في الشهر المقبل أو في شهر شباط.

وللتعليق على هذه التطورات نؤكد على الأمور التالية:

 .1    إن موقف الحكام العرب تجاه فلسطين وأهلها لا يمكن وصفه إلا بأنه موقف مشين ويتصف بأعلى درجات التفريط والخيانة، فهم لم يكتفوا بتضييع فلسطين والقامها سائغة ليهود، ولم يكتفوا بخذلانها طوال عقود مضت بل يقدمون المبادرات التطبيعية لهذا الكيان المحتل ويعطون السلطة الغطاء تلو الغطاء لإمضاء تصفيتها وتفريطها بهذه الأرض المباركة.

 .2   إن المبادرة العربية للسلام التي يتمسك بها الحكام الأقنان هي مبادرة "تشريع" للاحتلال وتطبيع وتسويق لكيان يهود الغاصب، فهي تقر باحتلال يهود للأرض المباركة المحتلة عام 1948م وتعرض عليه القبول الطبيعي في المنطقة وإقامة العلاقات معه لقاء منّه على الفلسطينيين بدويلة هزيلة منزوعة السلاح تقوم على بعض البعض من فلسطين من الأرض المحتلة عام 1967م.

 .3   إن حديث الحكام عن قبولهم للمفاوضات جراء تجاوب الإدارة الامريكية لمساعيهم وتغييرها لأسس علاجها للقضية محض خداع وحديث اعلامي منمق، فأمريكا هي من فرضت على الحكام أتباعها قبول المفاوضات التي تريد منها تسكين هذه القضية الشائكة في ظل انشغالها بملف سوريا وخشيتها من قيام الخلافة في الشام.

 .4   إن تطلع السلطة والحكام لمقترحات أمريكا عدوة المسلمين وارسالهم برسالة خطية لها يؤكد ارتهانهم بها وتعلقهم بحبالها ورهنهم لقضية فلسطين بمشاريعها وهو جريمة بحق فلسطين وأهلها.

 .5   إن بحث السلطة عن غطاء عربي لمفاوضاتها الذليلة الخيانية مع يهود إنما يدل على استمرار سيرها في نهج التفريط وأنها مقبلة على توقيع اتفاقيات مهما كان اسمها أو شكلها أو تاريخها تقدم فيها المزيد من التنازلات المهينة.

 .6  إن استمرار السلطة في التفاوض وتوفير الحكام لغطاء عربي لها هو مكافأة ليهود على جرائمهم وغلوهم في قتل أهل فلسطين والاعتداء اليومي على المسجد الأقصى وانتهاك حرمته واستمرار الاستيطان وتهويدهم للقدس، وهو جريمة ومنكر يجب على أهل فلسطين أن ينكروه ويرفعوا الغطاء عن هؤلاء الذين يزعمون تمثيل أهل فلسطين، وأهل فلسطين من خيانتهم برآء.

 .7 إننا نؤكد أن حل قضية فلسطين لن يكون إلا بتحريرها واقتلاع كيان يهود من جذوره وأن ذلك يكون عبر تحرك جيوش المسلمين، ونؤكد بأنه مهما تآمر المتآمرون، ومهما كاد الكفار المستعمرون لهذه الأرض المباركة، فإننا نرى تحريرها على أيدي جند المسلمين رأي العين، ونستبشر بدنو ذلك مع علامات بزوغ الخلافة، ونرى بأن المسلمين سيحققون قول الرسول الأكرم " تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الحَجَرِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ " وندعوهم لحث الخطى لتحقيق ذلك.

22-12-2013