تعليق صحفي

يهود يكشفون حقيقة السلطة ومفاوضاتها التمثيلية معهم!

 

قال وزير الدفاع اليهودي موشيه يعالون بأن "الرئيس الفلسطيني لا زال موجودا وعلى رأس السلطة الفلسطينية بفضل اسرائيل، وفي الوقت الذي ستنسحب اسرائيل من الضفة الغربية لن يصمد أبو مازن شهرين، موجها هجوما شديدا على جون كيري وجهوده المبذولة للتوصل الى سلام في المنطقة، مشيرا الى أنه لم تجر خلال الشهرين الماضيين مفاوضات مع الفلسطينيين وانما كانت تجري بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف يعالون الذي يشارك في المفاوضات إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن الوثيقة التي قدمها جون كيري للجانب الإسرائيلي والمتعلقة بالترتيبات الأمنية لا تساوي الحبر الذي كتبت به". ) وكالة معا  14/1/2014)

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

1. تؤكد هذه التصريحات، والحقيقة الماثلة على الأرض، بأن السلطة التي وجدت عبر اتفاقية أوسلو والتي تعيش بمال الاستعمار وفي كنف الاحتلال وبإرادته ورغبته، هي أداة من أدواته وأنها ما وجدت إلا لحفظ أمنه، وتخفيف أعباء الاحتلال عن كاهله. وهو ما اعترف به رئيس السلطة مراراً وتكراراً حينما أكد بأن كيان يهود في ظل السلطة أكثر أمناً، وأن الاحتلال اليهودي لفلسطين في ظل السلطة هو أرخص احتلال في العالم.

 

2. تظهر هذه التصريحات حقيقة المفاوضات الدائرة، بأن السلطة لا تباشر التفاوض وأن وجود فريقها وجود شكلي مسرحي، وأن الذي يتولى التفاوض مع يهود هم الأمريكان، وأن دور السلطة في النهاية التوقيع على ما يتم التوافق عليه بين يهود وأمريكا، وهو ما يفسر طبيعة وحجم التنازلات المشينة التي توافق عليها السلطة في كل مرة، وعدم قدرتها على الانسحاب من المفاوضات حتى في ظل تصاعد العدوان اليهودي على الأرض والانسان والمقدسات وإذلال السلطة أكثر وأكثر، فهي ليست صاحبة قرار.

 

3. وتؤكد هذه التصريحات الحقيقة التي يدركها أهل فلسطين، وهي أن السلطة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، وأنها لا تمثل أهل فلسطين بل مفروضة عليهم، وأنها تستند في وجودها إلى الاستعمار، وفي استمرارها إلى الاحتلال، ولا تمثل بسلوكها ولا بفكرها أهل فلسطين،وأن الكفار ويهود -بعيداً عن المسرحيات الإعلامية- يدركون ذلك.

 

4. وتصريحات يعالون هذه تظهر نظرة يهود لأي اتفاق يمكن أن يوقعوه، وأن أمنهم مقدم على كل شيء، وأنهم يحاولون التهرب من أية خطة لكيري في حال كانت تتعارض مع مصالحهم.

إن السلطة قد أودت بقضية فلسطين إلى مهاوي الردى، وجعلت أعداء الأمة وخصومها حكمٌ عليها في أخص خصوصياتها؛ في الأرض المباركة مسرى نبيها وقبلتها الأولى، وإن على أهل فلسطين أن يعلنوا البراءة من هذه السلطة ومن سياساتها ومفاوضاتها وخضوعها التام لأمريكا ويهود، وأن يعلنوها بصوت عالٍ بأن فلسطين قضية كل المسلمين، وأن حلها لن يكون إلا بتحريرها، وأن كيان يهود لا تصرف معه سوى اقتلاعه من جذوره. وإن فلسطين وأهلها على موعد مع جند المسلمين الذين سيحررونها مرة أخرى ويعيدونها إلى حياض المسلمين. وهذا ما يخيف أمريكا ويهود وأوروبا وأدواتهم وهو ما يدفعهم للتحرك لأجل طمر هذه القضية في ظل تنامي حركة الأمة -خصوصاً في الشام- وتطلعها نحو إقامة الخلافة.

 

14-1-2014