تعليق صحفي

لن تغير الخطابات من حقيقة السلطة المخزية كدرع حامٍ للمستوطنين!!

 قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية خلال كلمة له في الجامعة العربية الأميركية بجنين، أنه في حال رُفعت الحماية العسكرية عن المستوطنين "لن يبقى مستوطن واحد في الأراضي الفلسطينية، والاحتلال يحمي مشروع الاستيطان ويوفر له ما يلزم ويستمر بحراسة الجدار وتعزيز الكتل الاستيطانية، بهدف ترسيخ الأمر الواقع".

يبدو أنّ السلطة تحاول قلب الحقائق هروبا من عارها، إذ ما كان للمستوطنين أن يعيشوا بسلام وأمن وغطرسة واعتداءات على أهل فلسطين قبل مجيء السلطة وتثبيت دورها الأمني، فما عهد أهل فلسطين المستوطنين قبل أن ترسخ السلطة دورها إلا جبناء يخافون أن تتقاذفهم حجارة الأطفال، ولكن هذا الحال انقلب بعد أن أصبحت السلطة الدرع المتقدم الحامي للمستوطنين، وتمارس دورها في حماية الاحتلال بكل تفان وخسة، فمن جانب تعتقل كل من يقوم بأي عمل ضد يهود وتعتبر ذلك إضرارا "بالمصلحة الوطنية"، بل وتعتقل كل من يخطط أو يفكر بالاعتداء على يهود وقطعانهم، ومن جانب أخر جردت الناس من كل أسباب المقاومة أو الدفاع عن النفس.

وفي الوقت الذي تستأسد فيه السلطة على كل معارضيها فتعتقل وتضرب وتقتل، وتملأ الشوارع بقواتها وبالمظاهر العسكرية التي تحاول من خلالها فرض هيبتها، في الوقت ذاته تتلاشي كل مظاهر القوة والعربدة والعسكرة أمام المستوطنين، لتترك الأهالي يواجهون قطعانهم بصدورهم العارية!!! بل وتعيد من يضل منهم الطريق فيدخل في مناطق السلطة إلى أهله معززا سالماّ!!

إنّ الحوادث المتتالية على الساحة لتؤكد وترسخ حقيقة السلطة كذراع أمني للاحتلال، ومشروع استراتيجي للغرب من أجل تصفية القضية وتأمين الاحتلال، ولن يغير من هذه الحقيقة تصريحات وخطابات أزلام السلطة ينطق الواقع بكذبها.

فما قيمة أن تدين السلطة الاستيطان بكلامها بينما تسخّر إمكانياتها وأجهزتها الأمنية العسكرية والاستخبارية لحماية المستوطنين وقطعانهم، وحماية الاحتلال وجنوده؟!!

16/1/2014