تعليق صحفي

الأقصى تحت النار، والمحتلون يناقشون نقل السيادة عليه، والسلطة والحكام يناقشون سبل "السلام"!

 

اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك، عبر باب المغاربة والسلسلة، وأطلقت الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية باتجاه المرابطين في ساحاته.

يأتي ذلك عشية مناقشة "الكنيست الإسرائيلي" لمشروع نقل السيادة على ما يسميه يهود زوراً (جبل الهيكل) من الأردن لكيان يهود، حيث وزعت جمعيات الهيكل المزعوم دعوات لوزراء الاحتلال ونواب 'الكنيست' المشاركين في جلسة مساء اليوم الثلاثاء، ووضعت للدعوة عنواناً بارزاً قالت فيه: 'جبل الهيكل بأيدينا؟ الآن نثبت!!'.

هكذا هم يهود، إذا أمنوا العاقبة أساؤوا الأدب، وهم يوماً بعد آخر يوغلون في إجرامهم بحق فلسطين وأهلها ومقدساتها، ويكيدون للقدس ومسجدها كيداً عظيماً، حيث يرون انشغال السلطة والحكام باغتنام (الفرصة النادرة) لتحقيق السلام المزعوم، ويرون كيف يلهث عباس لتحقيق ذلك وجلب 57 دولة من العالم العربي والإسلامي للتطبيع مع كيان يهود، وكيف يطالب بقوات احتلال صليبي لضمان أمنهم، وأنه هو وملك الأردن وبقية الحكام ينظرون بقلق تجاه مستقبل "إسرائيل" ويشفقون عليها خوفاً مما يمكن أن يصيبها جراء حركة الأمة وثورتها وتطلعها لاستعادة الخلافة، أو جراء تحول الربيع العربي إلى خريف إسلامي على حد تعبير عباس.

إن الاعتداء على المسجد الأقصى يستوجب حركة جيوش تتجاوز حكام الضرار وأنظمتهم، جيوش جرارة تزحف لتحريره وتخليصه من براثن يهود، وان استمرار العدوان عليه لا يجعل هذه الجريمة مستساغة، فقبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين وثالث المسجدين جدير بأن تتحرك لها قوافل الجند نصرة لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن عشرات السنين من الصمت لا تبرر استمراره.

إن مساعي الحكام اليوم قد تجاوزت حد السكوت على هذا الاجرام وتعدت ذلك إلى وضع العراقيل أمام تحرك جند المسلمين أو جند الخلافة القائمة قريباً بإذن الله لتحرير فلسطين، فها هي السلطة تسعى لاستجلاب احتلال دولي يبسط سيطرته على القدس وحواريها وفلسطين ومدنها وشوارعها!، لكن مساعيها ستفشل بإذن الله، وسيحرر المسلمون مسجدهم ويدخلونه كما دخلوه زمن الفاروق وصلاح الدين فاتحين محررين مكبرين مهللين، وحينئذ سيعلم المحتلون والمتآمرون أي منقلب ينقلبون.

25-2-2014