تعليق صحفي

اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة تؤكد جرائم يهود وعدوانهم وأن المسلمين أيتام بلا راعٍ أو حامِ!

أصيب أحد المُصلين صباح اليوم الأحد، بجروح برأسه بعد اعتداء عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال عليه وعلى المُصلين المرابطين داخل باحات المسجد الأقصى المبارك. وشنت قوات الاحتلال ما يشبه عملية إخلاء للمصلين من باحات المسجد؛ الأمر الذي أشعر المصلين بالخطر من أن يكون ذلك تمهيدا لاقتحامات واسعة لسوائب المستوطنين للمسجد، لمناسبة عيد المساخر 'البوريم' اليهودي الذي بدأ اليوم.

إذا ما أصيبت أية دار عبادة في أية بقعة من الأرض، يلهج قادة العالم ودوله لاستنكار ذلك، واذا ما اعتدي على راهب هنا أو بوذي هناك تهتز دول العالم ويتبارى قادتها في عبارات الشجب والاستنكار، غير أن ذلك كله يكون مع غير المسلمين!.

أما المسلمون، فيُقتحم مسجدهم الأقصى –على مكانته وشرفه- صباح مساء، ويجرح المعتكفون فيه بالرصاص المطاطي ويرهب المصلون عبر الاعتداء عليهم وبقنابل الصوت، ويمنع طلبة العلم من دخوله، ويدنسه سوائب المستوطنين، دون أن يلاقي ذلك –على مستوى العالم- أي استنكار أو شجب أو تقريع ليهود، بل يجابه بصمت أو ببعض عبارات الإدانة الخجولة التي تتجنب إغضاب يهود او "المس" بمشاعرهم –كتلك التي يصرح به الحكام الأذلاء- خوفاً من أن تعتبر تلك العبارات تحريضاً أو خرقاً لأجواء السلام وخروجاً عن ثقافة التعايش!!!.

إن جرائم يهود كبيرة، وتماديهم في الاعتداء على المقدسات والبشر في تزايد، وإن الواجب أن يلقن هذا العدو درساً ينسيه وساوس الشيطان بل ويشرد به من خلفه ممن تسول لهم أنفسهم بالعدوان على المسلمين ومقدساتهم!

لكن يهود يتمادون جراء ما يشاهدونه من تخاذل من الحكام وتواطؤ من السلطة، فأصبح المسلمون في مواجهة هذا العدو الغاشم المدعوم أمريكيا وغربياً فرادى، فلا حاكم يسندهم ولا جيش يحميهم، فبات المسلمون في مواجهة هذا الاحتلال ومخططاته الشيطانية كالأيتام على مأدبة اللئام!.

فهل ترضى جيوش المسلمين أن يكون الأقصى وأهل فلسطين أيتاماً؟! أم تتحرك جحافلهم وتزحف جيوشهم الجرارة لتحرر فلسطين والأقصى وتطهره من رجس يهود؟

لقد كان من ردة فعل القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي عندما وصلته رسالة ذاك الشاب الدمشقي يشكو –على لسان المسجد الأقصى- أسر الصليبيين له، ومما قاله: كل المساجد طهرت...وأنا على شرفي أدنس، أن اضطرب وبقي يحرّض المسلمين على القتال ووحّد جناحي العالم الإسلامي "مصر والشام" وسار بجندهما نحو الأرض المباركة وطهر المسجد الأقصى من الصليبيين.

واليوم ها هو المسجد الأقصى، وبلسان فصيح، في كل يوم يكرر عبارة "وأنا على شرفي أدنس"، فهل من قائد يعيد سيرة صلاح الدين؟! وأين جند مصر والشام وفيما ينهمكون؟! ألا فلتتوقف عقارب الساعة ولتعيد الأمة -بجندها وأبنائها المخلصين- رسم المشهد السياسي، لتمحو كل عار لصق بها ولتستعيد عزتها بإقامة خلافتها، وهي والله قادرة على ذلك.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)

16-3-2014