تعليق صحفي

الدعوة لتوسيع منظمة "التحرير!" دعوة لتوسيع القاعدة اللازمة للتفريط!

منذ الإعلان عن توقيع عباس على الانضمام للهيئات الدولية كردٍ على تعنت يهود في المفاوضات ورفضهم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، بدأ الترويج لانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي للمجلس الوطني المُكَوِّن الأساسي لمنظمة "التحرير!"، وكأن العودة لصفوف الحركات والقوى المختلفة، والحديث عن المصالحة هو مجرد ورقة ضغط تفاوضي!.

فقد نشرت وكالة معا وغيرها، خبراً عن دراسة أعدها ما يسمى بكبير مفاوضي السلطة صائب عريقات، تتضمن ضرورة مواجهة فشل المفاوضات بضم كل من حماس والجهاد الإسلامي للمجلس الوطني لمنظمة التحرير، كما أُعلن عن استئناف جهود المصالحة وروجت سلطة رام الله لأخبار حول إرسال وفود المصالحة، فيما نفت سلطة غزة تلك الأخبار، وأنها لم تعلم بإرسال تلك الوفود مع تزايد الاعتقالات السياسية في سجون وأقبية سلطة رام الله، إلى أن تقرر زيارة وفد من منظمة التحرير إلى قطاع غزة بينما بقي رجل فتح المشرف على المصالحة عزام الأحمد دون تحديد موعد لزيارته وهو الذي كان من المقرر أن يزور قطاع غزة من شهور لإنجاز المصالحة وكأنه المنقذ لها!، واكتفى الأحمد باتصال هاتفي مع رئيس سلطة حماس هنية.

إنه رغم تقديم ملف منظمة التحرير على ما عرف بأنه ملف المصالحة فإن الفخ الذي ينتظر الفصائل خارج منظمة التحرير هو ضمها لهذه المنظمة، التي ما وجدت إلا للتفريط بفلسطين. وكان عباس الذي بلغ سن اليأس من المفاوضات يريد إشراك تلك الفصائل في إطار أي اتفاق قادم أو مفاوضات قادمة، في محاولة لتوسيع قاعدته  الشعبية، وفي محاولة مفضوحة للارتكاز على بعض الفصائل خارج تلك المنظمة.

 فبالرغم أن تلك الحركات والتي أقرت خطوة عباس بالتوجه للأمم المتحدة، وأقر بعضها بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67،  فإن الدخول في منظمة التحرير سيكون تكملة للسير في خطى التفريط التي ابتدأتها المنظمة وتسير عليها خطوة بخطوة.

لقد أحيت حماس مشروع السلطة بدخولها فيه، فوجب تحذيرها هي وغيرها من إحياء منظمة مفرّطة وجب دفنها بدل الدخول فيها والانخداع ببطولات زائفة وتأييد ساذج لدعوى عباس بالتوجه للمنظمات الدولية، وكأن ذلك الانضمام للمنظمة سيعيد حقوق أهل فلسطين! أو كأن تلك المنظمات الدولية والمسيطر عليها أمريكيا قد أنصفت يوما قضية عادلة!!.

فلا عزاء لعباس ولا لمنظمته فهما من أوصلا أهل فلسطين إلى ما هم عليه اليوم، وعباس نفسه يتحمل مسؤولية الطريق الآثم الذي سار فيه وسارت فيه منظمة التحرير.

فهلا قُطعت شرايين حياة تلك المنظمة الآثمة وأجهز عليها، بدلا من إنقاذها وهي في نزاعها الأخير؟

9/4/2014