تعليق صحفي

المفاوضات ركيزة المخطط الأمريكي لأزمة الشرق الأوسط

قال صائب عريقات، إن باب مفاوضات السلام مع "إسرائيل" لم يغلق وإنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك.وأكد عريقات، في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" السعودية، أن الاتصالات مع الجانب الأميركي مستمرة ولم تنقطع لجهة إحياء محادثات السلام.

بات ظاهراً للمتابع أن المفاوضات التي ترعاها أمريكا هي ركيزة مخططها للمنطقة، وأنها منشغلة وغير قادرة على حل هذه القضية، فهي  وبقية من تسميهم الأطراف لا يملكون مفاتيح حلها؛

فهي تشغلها ملفات أكثر أهمية وسخونة بل إن بعضها يهدد وجودها الاستعماري في المنطقة كثورة الشام، ومن جانب آخر هي تدرك أن قضية عمرها أكثر من ستة وستين عاماً وخيوطها متشابكة والناحية العقدية عامل مهم فيها لا تستطيع حلها بين عشية أو ضحاها أو في غضون مهلة 9 أشهر أو يزيد، بل لا تملك ذلك حيث أن الأرض المباركة قد ارتبطت بعقيدة المسلمين ولن يقبلوا بحال أن يتقاسموها مع يهود المحتلين طال الزمان أو قصر، لذا فظاهر أن ما تتطلع إليه الإدارة الأمريكية بخصوص قضية فلسطين هو حلول مؤقتة لتتفرغ لملفات أكثر سخونة، وليسهل عليها جمع الحكام النواطير مع يهود في التصدي لمدّ الإسلام المتنامي والذي باتت الخلافة عنوانه ومحل تطلع الأمة الإسلامية.

والحال كذلك، فالمفاوضات وما يمكن ان ينتج عنها من حلول جريمة مضاعفة ومركبة بحق فلسطين والأمة الإسلامية بأسرها، فهي جريمة لأنها كانت بوابة التفريط بالأرض المباركة، مسرى رسول الله، وتزداد جرماً إذ باتت أداة تعين المستعمر الأمريكي على التفرغ للمكر والكيد بالأمة الإسلامية ومشروعها النهضوي؛ الخلافة التي ستسير جحافل الجند لتحرير فلسطين.

فهل بعد كل ذلك يستظل البعض تحت راية منظمة "التحرير" التفريطية ويسعى لإحيائها ويوفر لمفاوضيها غطاءً وشبكة أمان؟! وهل بعد ذلك وبعد كل ما اقترفته منظمة "التحرير" بحق فلسطين وأهلها يُجعل التفاوض على مسرى رسول الله شأناً خاصاً به؟!

وهذا نداء صدق نكرره لكل مخلص ولأهل الأرض المباركة، أن "انزعوا الشرعية عن المفاوضين وكفوا أيدي العابثين بمسرى رسول الله، وانبذوا الخائنين والعملاء، وردوا القضية إلى أصلها، إلى أمة الإسلام، واجتمعوا على كلمة سَوَاء هي "الأرض المباركة فلسطين لن تكون إلا خالصة للمسلمين" واجعلوها شعاركم، واستصرخوا جيوش المسلمين لتحريرها، واعلموا أن الأرض المباركة لن ينال شرف تحريرها إلا رجال أتقياء أنقياء يجاهدون في سبيل الله، فهؤلاء من يتنزل عليهم نصر الله، قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)".

7-5-2014