تعليق صحفي

قبل المصالحة وبعدها: السلطة مشروع أمني في خدمة الاحتلال اليهودي

ذكرت وكالة قدس برس خبر حملة الاعتقالات التي تنفذها أجهزة السلطة الأمنية بحقّ ناشطين ومتضامنين مع الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام بسجون الاحتلال منذ 47 يوماً، ونقلت عن حركة "حماس" أن الأجهزة الأمنية هددت أسيراً محرراً من سجون الاحتلال الإسرائيلي بالقتل.

إنه لمن المعلوم بداهة أنه لن ينفع الأسرى دموع التماسيح التي تذرفها رجالات السلطة الفلسطينية على الأسرى، ولن تحمي مواثيق الاندماج السياسي (المسمّى باطلا مصالحة) أبناء فلسطين من قمع ووقع المشروع الأمني الذي لا يكون للسلطة وجود إلا به. وإن رجالات السلطة قد استمرأت -قبل المصالحة وبعدها- إراقة دماء أبناء فلسطين في خدمة الاحتلال اليهودي وفي تحقيق الالتزامات الأمنية في اتفاق اوسلو وما بعده، وهي تدرك الغاية التي أنشئت السلطة على أساسها.

إن قضية الأسرى هي فرع عن قضية فلسطين التي توجب على الأمة فرض الجهاد لخلع هذا الاحتلال من جذوره والتخلص نهائيا من شروره، ويجب أن تتضمن نداءات الوقوف مع الأسرى دعوة الأمة وقواها العسكرية لهبة جهادية تحرر فلسطين والمسرى والأسرى، وهذه اللغة الجهادية لا يفقهها ولا يمكن أن يقبلها قادة المشروع الأمني.

وإننا إذ نجدد التأكيد على أهمية تسمية الأعمال السياسية حسب واقعها، لنجدد النصح لكل مخلص من أبناء فلسطين بأن من شب على خيانة قضية فلسطين يشيب عليها، وكما يموت الزمّار وأصبعه يتحرك، يموت العسكري الذي رباه دايتون وأصبعه على زناد البندقية المرخصة من قبل الاحتلال اليهودي والموجهة ضد أبناء فلسطين وفي حماية أمن المحتل.

لذلك آن الأوان لمواجهة الحقيقة المرّة، وتوجب المكاشفة الصادقة بأن ما سمي "اتفاق مصالحة" ما هو إلا اتفاق سياسي يسهم في تمكين رجالات السلطة من ممارسة خيانة التنسيق (المقدس) مع الاحتلال اليهودي، ويسهم في شرعنة خيانة منظمة التفاوض الفلسطينية، وهو اتفاق آثم مذموم.

أمّا تصالح أبناء فلسطين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وتواثقهم على حرمة إراقة الدماء فيما بينهم فهو أمر مشروع مطلوب، ولكن لا علاقة له بهذا الاتفاق السياسي الباطل المسمى مصالحة.

وإنه لمن الواجب على من يعتلي منابر الجمعة أن لا يحرفون الكلم عن مواضعه في الدفاع عن هذا الاتفاق السياسي الباطل تحت دعاوى تشبيه الاتفاق بأعمال وحدة الأمة، فإن الكلمة أمانة والدعوة مسئولية، فكيف بها إذا ما صدرت على منابر المساجد!

"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"

9/6/2014