تعليق صحفي

"الإنسانية"أسطورة لا واقع لها عند يهود وعند الدول الاستعمارية الرأسمالية

وصف رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو الحركات الإسلامية المسلحة بأنها أعداء للإنسانية، وذلك في طريق تبريره للإبادة التي شنها على غزة على مسمع ومرأى من العالم، مضيفاً أن "إسرائيل والولايات المتحدة موجودتان في خندق واحد في الحرب ضد أعداء الإنسانية"..

فهل هناك واقع للإنسانية عند يهود؟

إن اليهود قوم عنصريون، يعتبرون أنفسهم أولياء الله وأحبته من دون العالمين، وهم الذين قالوا ليس علينا في الأميين سبيل، وهم الذين قتلوا أنبياء الله، وهم الذين يعتبرون المسلم حيوانًا يجب تسخيره، وهم الذين لا يزالون يدمرون البشر والشجر والحجر في فلسطين التي أخذوها بقتل أهلها وتهجيرهم.

أما الرأسماليون الاستعماريون، فلا وجود في فكرهم ولا سلوكهم للقيم الإنسانية أو الأخلاقية أو الروحية ويقدسون فقط القيمة المادية، فتجارة البشر والجنس والمخدرات والحروب كلها مباحات لتحقيق المنافع، أما تسويق مواضيع حقوق الإنسان فما هي إلا أداة للتدخل في البلدان الأخرى، ونذكّر هنا بأن أميركا قامت على جثث السكان الأصليين الذين تمت إبادتهم بالملايين.

لذلك فإن محاولة استعطاف الرأسماليين باسم الإنسانية وحقوق الإنسان سذاجة، لأنهم لن يتدخلوا في أمر إلا إذا بانت مصلحتهم فيه وسار طالب المعونة حسب مخططاتهم، بل الواجب كشف كذبهم وإدعاءاتهم وليس التعويل على إدعاءاتهم ولو للحظة.

وعليه فإن طلب "المعونة والنصرة" من المجتمع الدولي والانزلاق في متاهات السلام والقانون الدولي، يصفي قضية فلسطين ويجعل الرؤية الأميركية لفلسطين هي مسار الحل، هذه الرؤية القائمة على "شرعنة" كيان يهود وجعله طبيعيًا في المنطقة والحيلولة بكل السبل من المس به مقابل إعطاء أهل فلسطين بقعة يعيشون عليها بلا سيادة أو أمن وإنهاء الصراع في المنطقة، وأما طلب النصرة والتحريض على الجهاد والتركيز على التحرير الكامل، فهو يدفع الأمة للوحدة على أساس دينها والجهاد تحت راية إسلامها خلف خليفة يأمر فيطاع.

ولقد ثبت أثناء العدوان اليهودي الأخير على غزة لمن يجهل، بأن مؤسسات الأمم المتحدة وما يسمى القانون الدولي والمجتمع الدولي لا تنصف مظلومًا ولا تقتص من ظالم، وأنها حقيقة لا تعرف معنى الإنسانية أو الشفقة في أعمالها وقراراتها.

فالمجتمع الدولي عبارة عن مجموع الدول الرأسمالية ذات النفوذ في المؤسسات الدولية، وهي دول لها تاريخ دموي في بلادنا الإسلامية ومعظمها لها حاضر استعماري.

إن المؤسسات الدولية التي ترعاها الدول الكبرى كأميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا وغيرها أقيمت من أجل ضمان مصالح هذه الدول، ولا تعرف هذه الدول والمؤسسات في قاموسها معاني الشفقة والإنسانية وغير ذلك، ولا تتحرك لنصرة مظلوم أو رد ظالم، بل هي أساس الظلم المنظم في العالم، وهي الراعي الأساسي للظلم والإرهاب.

ونذكّر هنا بحادثة إنقاذ الخلافة العثمانية لأيرلندا من المجاعة الكبرى التي تعرضت لها عام 1845م، بينما تنكرت لها بريطانيا وزادت من مجاعتها وحاولت منع مساعدة الخلافة، لنعرف أن الإسلام ودولة الخلافة دولة للإنسانية بينما الرأسماليون هم أعداؤها.

03-09-2014م