تعليق صحفي

أوروبا تترك الغزيين ليهلكوا في عرض البحر وتهرع كاذبة لإعمار غزة وإغاثتها!

 

أكدت وكالات الأنباء أن السلطات الإيطالية لا زالت تترك جثث الضحايا الغارقين في "قارب الموت" إلى الآن في عرض البحر دون أن تنتشل أياً منها، وثمة مخاوف من أن تكون سلطات بعض الدول الأوروبية علمت بالكارثة وتجاهلتها للحد من تدفق المهاجرين، وتبين أن الكثير من الضحايا ماتوا جوعاً وعطشاً على مدى أربعة أيام قبل أن يغرقوا دون أن يتلقوا أية مساعدة. ومن بين الضحايا (300) شخص كلهم من غزة بالإضافة لـ(200) شخص معظمهم من مصر وسوريا.

تظهر هذه الحادثة مدى انعدام القيم الإنسانية لدى الدول الأوروبية التي صمّت آذاننا بتغنّيها بحقوق الإنسان وحريته؛

فهذه الدول، التي تركت مئات الأشخاص الفارين من همجية الحرب على غزة والفارين من همجية الأنظمة والقمع السياسي طلباً للأمن ولقمة العيش، تركتهم يهلكون في عرض البحر دون أن تقدم لهم أية مساعدة بل دون أن تنتشل جثثهم إلى الآن!، هذه الدول هي نفسها التي تغزو بلادنا تحت مسمى الدول المانحة ومشاريع التنمية والسعي لتحقيق السلام والوئام. وهي نفسها التي تتداعى لمؤتمرٍ "لإعمار" غزة المنكوبة، وهي نفسها التي تتسمى بأصدقاء سوريا، فعن أي اعمار وعن أية إنسانية وعن أية صداقة يتحدث هؤلاء الوحوش البشرية!

إن الدول الأوروبية بفعلتها هذه تؤكد على مدى إجرامها ووحشيتها، وأنها لا تقيم وزناً للإنسانية، وكل شعاراتها التي تدّعيها بهذا الخصوص شعارات زائفة كاذبة ومجرد غطاء لتمرير مخططاتها الشريرة على شعوب المنطقة، فهي لا تقدم على أي عمل ولا تنفق أي درهم إلا سعياً لتحقيق مآربها الرأسمالية الاستعمارية الجشعة.

فهل آن للمسلمين أن يدركوا حقيقة هؤلاء وكل من سار في ركابهم، وأن يدركوا بأن الدول الأوروبية وأمريكا لا تألوا المسلمين خبالاً وتفرح بمصابهم وتتمنى هلاكهم، فينفضوا عن كل من يروج للمشاريع الأمريكية الأوروبية في بلادنا، ويسعوا جادين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي تغيث المسلمين والبشرية جمعاء، فتعيد للإنسانية كرامتها ومكانتها، وتخلص العالم من شرور الرأسماليين المستعمرين المتوحشين.

18-9-2014