تعليق صحفي

سلطةٌ قادرةٌ على حماية المستوطنين وعاجزة عن حماية مزارع واحد من أهل فلسطين!

طالب رئيس وزراء السلطة المواطنين الفلسطينيين بتشكيل لجانٍ شعبية للدفاع لصد الهجمات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين المتطرفين.

يفوق تعداد الأجهزة الأمنية لدى السلطة ستين ألفاً وفق بعض التقديرات، ويستنزف قطاع "الأمن" ميزانية السلطة فيسبب عجزها وعدم قدرتها على رعاية بقية القطاعات لا سيما التعليم والصحة، غير أن عشرات آلاف العناصر هؤلاء غير قادرين على حماية مزارع واحد أو مسجدٍ هنا أو هناك، فيطالب رئيس وزراء السلطة المواطنين بحماية أنفسهم ومقدساتهم وصدّ هجمات المستوطنين!، في حادثة غريبة مستهجنة إذ تأمر السلطة المواطنين بالاضطلاع برأس مهامها وهي الأمن!!

وفي مفارقة عجيبة تستنفر السلطة كل الأجهزة الأمنية بقضها وقضيضها إذا ما تاه أو ضاع مستوطن أو خطف سواء في مناطق "حكمها!" أو خارجها، لتؤكد هذه الحوادث حقيقة أن هذه السلطة ما وجدت لحماية أهل فلسطين ومقدساتهم بل لحماية اليهود والمستوطنين وتشريع احتلالهم للأرض المباركة.

ثم إن السلطة التي صادرت كل وسيلة دفاع من أهل فلسطين تحت ذريعة التصدي للفلتان الأمني ولاحقت كل شخص يفكر مجرد تفكير بمقاومة الاحتلال، هي التي جرّأت المستوطنين على العدوان على أهل فلسطين الذين باتوا عزلا من كل شيء وبات سلاح السلطة موجهاً لقمعهم لا لحمايتهم، فباتت السلطة شريكة بصورة أو بأخرى في هذه الاعتداءات.

والسؤال الذي يوجه للسلطة التي تطالب المواطنين بالدفاع عن أنفسهم، هل إذا قتل مواطنٌ مستوطناً أثناء دفاعه عن نفسه وأرضه ماذا يكون مصيره لديكم؟ هل يعطى وسام الشرف والدفاع عن الأرض والمقدسات أم يزج به في غياهب السجون أم يسلم لقوات الاحتلال بطريقة أو أخرى وفق التنسيق الأمني "المقدس"؟! أم أنكم تريدون من المواطنين أن يُقتلوا ويُصابوا ويُعتدى عليهم دون أن يصيبوا المستوطنين بأي أذى؟! فهلاّ أفصحتم عن شكل الدفاع الذي تطالبون المواطنين به؟! حتما الجواب لا يخفى على القاصي والداني من أهل فلسطين.

إن السلطة بلغت حداً لا يوصف في استمراء الذل وخذلان أهل فلسطين بل والتآمر عليهم، وهي إذ تمارس كل تلك التصرفات المشينة تزعم العمل على تحقيق مشروع وطني! فبئس ما يفعلون.

ألا فلتعلم السلطة ويهود المجرمون ومن خلفهم أمريكا والدول الاستعمارية قاطبة أن أهل فلسطين ليسوا مبتورين، بل هم جزء عزيز كريم من أمة عريقة، أمة وإن كبت قليلاً لكنها سرعان ما تعود لسالف عهدها وتقتعد مكانتها التي تليق بها وتهابها كل الأمم وكل قوى الأرض، وإن جيوش المسلمين حتماً ستتحرك لتحرير بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، في ظل خلافة على منهاج النبوة تحرر الأقصى وتغيث المسلمين وتنقذ البشرية.

وإن ذلك كائن قريباً بإذن الله، ذلك وعدٌ غير مكذوب.

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا)

15-10-2014