تعليق صحفي
السلطة الفلسطينية تنتهك الحرمات في مواجهة الغاضبين لأجل القدس!

نشرت وكالة وطن للأنباء فيديو يظهر "الأجهزة الأمنية تعتدي بالضرب على متظاهرين بينهم نساء في مسيرة خرجت لنصرة الأقصى" في الخليل بعد صلاة الجمعة، وذكرت في سياق الخبر أن العشرات من الأجهزة الأمنية أقدمت على ضرب النساء بالأيدي بشكل مباشر والدروع إضافة إلى استخدام الألفاظ النابية لتفريق المتظاهرات، "وحاولت الأجهزة الأمنية نزع الحجاب الشرعي من على رأس إحدى السيدات"، وتذرعت بأن المسيرة غير مرخصة.


هذه الأجهزة الأمنية التي تربت على عقيدة دايتون الأمنية تستبيح المحرمات وتنتهك الأعراض. وهي بدل أن تغلي الدماء في عروقها لما يرتكب اليهود من جرائم بحق الأقصى، وتتدفق مع الناس لحماية الأقصى والدفاع عنه، ها هي تتصدى للغاضبين من أجل القدس، بل وتتطاول على حرائر المسلمين وعلى حجاب المرأة المسلمة في تحد صارخ لعقيدة الأمة وأحكامها الشرعية.
إن الأجهزة الأمنية التي تتجرأ على امرأة مسلمة لا تدرك مغزى وسياق غزوة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد يهود بني قينقاع، عندما تجرأ اليهود المستهترين على نزع حجاب امرأة مسلمة من الأنصار، فتقدم رجل مسلم ودفعته الغيرة على عرض المسلمة على قتل اليهودي المستهتر، ثم تجمع عليه اليهود وقتلوه. فهل تدرك الأجهزة الأمنية فاحشة ما اقترفت ضد حرائر المسلمين ثم تتحداهم في أعراضهم؟!
إن الأجهزة الأمنية التي تورطت بهذه الأعمال المخزية لتكشف للمسلمين أنها من جنس الكاوبوي الأمريكي الذي انتهك حرماتهم وأعراضهم في سجن أبو غريب، كيف لا وهي التي تربت على يد الجنرال الأمريكي والعقلية الأمريكية نفسها.
إن ذريعة عدم ترخيص المسيرات هي حجة واهية تتخذها السطلة الفلسطينية لتنفيذ أجنداتها في الدفاع عن مصالح اليهود وأمنهم، وفي تثبيت أركان السلطة الهشة، فمتى كان الغضب في وجه الاحتلال يحتاج إلى رخصة من سلطة تعتبر أنها تمخضت عن مشروع وطني ضد الاحتلال؟!
إن العار لا يلحق بالأجهزة الأمنية وحدها، بل يلحق كذلك بأولئك المنافحين عن تلك السلطة والمنتفعين منها من الذين يتفيؤون ظلالها العفنة ويرتعون في دواوينها السياسية الباطلة، ومن ثم يتسترون على جرائمها ويبررون شنيع أفعالها وعارها.
وإن الأمة لا تنسى من يتحدى ثقافتها وينتهك حرماتها، وهو لن يفلت من عقابها في الدنيا، ومن عقاب الله في الآخرة.
" وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا "
18/10/2014