تعليق صحفي

لا يا عباس لن تعترف الأمة باحتلال يهود للأرض المباركة بل هم الحكام أمثالك الذين يناصرون يهود في السر والعلن!

قال رئيس السلطة في مقابلة مع القناة العاشرة العبرية "أقول للشعب الإسرائيلي اذا حققتم السلام معنا سنأتيكم مع 57 دولة عربية وإسلامية ستعترف بكم فورا وتطبع علاقاتها مع إسرائيل بشكل فوري...".

يكثر رئيس السلطة من ترداد هذه العبارة، والحقيقة أن الواقع مخالف تمام المخالفة لما يزعم به عباس، فمهما أبرمت السلطة من اتفاقيات مع يهود، وعلى فرض أعطوا السلطة ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة "المتآمرة"، فلن تعترف الأمة الإسلامية لا في فلسطين ولا في أي بلد عربي أو إسلامي بكيان يهود، ولن تضفي الشرعية على احتلاله -ولو لشبر واحد- من الأرض المباركة، وذلك بكل بساطة لأنها أرض إسلامية خراجية لا يملك أي شخص على وجه الكرة الأرضية التنازل عن شبر منها.

فتحقيق السلام مع اليهود المحتلين -الذي يتحدث عنه عباس- أضغاث أحلام، فما دام المسلمون على اسلامهم وما داموا يقرأون سورة الإسراء ستبقى فلسطين كاملة -وليست المحتلة عام 67 فقط- مهوى أفئدة المسلمين ومحط أنظارهم ويتحرقون شوقاً لتحريرها.

أما الحكام، فهؤلاء -باتفاقية سلام أو بدونها- هم أولياء ليهود ويناصرونهم في السر والعلن، ولعل اصطفافهم الواضح مع كيان يهود في عدوانه الأخير على غزة خير مثال على مدى خيانة الحكام وتفانيهم في حماية أمن يهود، ولعل ما فاخر به عباس في اللقاء المذكور أعلاه بأن "طلقة واحدة لم تطلق من الضفة الغربية طيلة فترة الحرب على غزة"، وما يفعله النظام المصري اليوم على الحدود مع غزة، شواهد اضافية على الدور الذي تلعبه الأنظمة في رعاية كيان يهود والسهر على حمايته من كل ما يضعضع أركانه أو يهدده.

إن السلطة والحكام في واد والأمة في واد آخر، فالحكام لا زالوا ينحدرون إلى واد سحيق، يتآمرون على الأمة ومقدساتها، ويتعلقون بحبال الكفار العنكبوتية ويتطلعون للعيش معهم بل في كنفهم ورعايتهم، بينما ترنو أبصار الأمة ليوم تعز فيه وتعلو فيه رايتها راية رسولها راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فتنعتق من الهيمنة الغربية، وتطرد المستعمرين من بلادنا، وتسير في جحافل الجند نحو بيت المقدس فيدخلها المسلمون كما دخلوها زمن الفاروق أول مرة، فيُقضى على كيان يهود قضاءً مبرماً ويُطهر المسجد الأقصى من رجسهم. وإن ذلك كائن قريبا بإذن الله رغم أنف الحكام جميعا.

)وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(

29-10-2014