تعليق صحفي

التصويت للاعتراف بدولة فلسطين ..اعتراف وترسيخ لكيان يهود وتطبيع لوجوده!

تتوالى اعترافات البرلمانات الأوروبية بما يسمى زورا وبهتانا وتضليلا الدولة الفلسطينية، فبعد اعتراف برلمان كل من بريطانيا وإسبانيا يأتي تصويت البرلمان الفرنسي لصالح الدعوة للاعتراف بـما يسمى "دولة فلسطين" .

وفيما ترحب " السلطة الفلسطينية" بتلك الاعترافات الوهمية بدولة على الورق لا سيادة لها ولا سلطان باعتراف قادتها وسدنة مشروعها ، تتجلى تصريحات مهندسي السياسية الأوروبية معبرة عن حرصها على كيان يهود من خلال التصويت لصالح الاعتراف بدولة وهمية تشكل درعا واقيا وحصان طروادة للعبور إلى العالم الإسلامي ..-على الأقل كما يتمنون ويخططون- :

فقد  دعا النواب المصوتون لصالح الاعتراف في بريطانيا واسبانيا حكومتيهما إلى "الاعتراف بدولة فلسطين بغية التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع"، وصوّت النواب الفرنسيون بأغلبية لصالح مقترح تقدم به الاشتراكيون يحث الحكومة على الاعتراف بفلسطين دولةً على حدود يونيو/حزيران 1967، في تصويت رمزي غير ملزم.

 وبذلك لا يرى النواب الفرنسيون وغيرهم من الاوروبين في الدولة الفلسطينية الوهم إلا أداة فعالة لإنهاء الصراع وفق الرؤية الاستعمارية التي ترى كيان يهود موجودا في المستقبل وتريد له أن يبقى كنتيجة حتمية لإنهاء الصراع بهذه الكيفية الخبيثة المتمثلة بحل الدولتين .. فحل الدولتين يفضي إلى بقاء كيان يهود على الأرض المباركة بقاء شرعيا تقوم على حراسته سلطة أمنية هزيلة تسمى "دولة فلسطين".

فقيام "الدولة الفلسطينية" مصلحة للمستعمرين لتنفيذ مخططاتهم في بلادنا كما كانت من قبل مصالحهم  تقتضي إنشاء كيانات مصطنعة ومقسمة على مقاس سايكس بيكو تحول دون إعادة الخلافة الإسلامية وعودة الأمة الإسلامية موحدة في ظلها .

وعليه فان التصويت يعني  إعطاء جل الأرض المباركة إلى كيان يهود ويضفي الشرعية من جديد على كيان غاصب لا وجود له إلا في منظومة الاستعمار الغربي وفي أذهان الصليبين الحاقدين على الأمة الإسلامية الذين يعملون ليل نهار لتثبيت كيان يهود في بلاد المسلمين سعيا منهم لمنع وحدة المسلمين و محاولة فاشلة لمنع إقامة الخلافة الراشدة .

ويأتي ترحيب الرئاسة الفلسطينية بتصويت الجمعية الوطنية الفرنسية ليضع نقاط الخيانة على حروف المستعمرين وخططهم ، فتحتفي رئاسة السلطة  بإعطاء كيان يهود جل الأرض المباركة وتعتبره  "خطوة شجاعة ومشجعة وفي الاتجاه الصحيح، ويخدم ويعزز مستقبل مسيرة السلام في فلسطين والمنطقة، لصالح حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود العام 1967".

إن حل الدولتين والتسوية لإنهاء الصراع والدولة الفلسطينية مصطلحات تختبئ ورائها القوى الاستعمارية الاروربية والأمريكية لتثبيت كيان يهود في بلادنا وإعطاء الأرض المباركة لقمة سائغة للكيان الغاصب ، وان بدعة التصويت على هذه المصطلحات الموازية لدعم كيان يهود تأتي لإضافة شرعية على الكيان الغاصب ومحاولة لدمجه في العالم الإسلامي .

وتشارك السلطة الفلسطينية -كعادتها وكوظيفة لازمة لوجودها- في الترويج لمخططات المستعمرين من خلال تصوير ذلك الاعتراف بالنصر المؤزر ويساهم رئيس السلطة في الدعاية لكيان يهود وإظهار الحرص عليه وعلى مصلحته جهارا نهارا من خلال تعهده مرارا بتامين اعتراف الدول العربية والكيانات الأخرى المصطنعة والمفصلة على مقاس سايكس بيكو بكيان يهود مقابل اعترافهم بسلطة وهمية على الورق ، سلطة سمها إن شئت أو دولة فهي لا تعدو كونها ذراعا امنيا لكيان يهود  وعصابة لجني الاتاوات من أهل فلسطين ومرتزقة لبرامج التخريب والتغريب الثقافي في فلسطين .

فقد  صرح رئيس السلطة في مقابلة مع القناة العاشرة العبرية "أقول للشعب الإسرائيلي إذا حققتم السلام معنا سنأتيكم مع 57 دولة عربية وإسلامية ستعترف بكم فورا وتطبع علاقاتها مع إسرائيل بشكل فوري".

إن الأرض المباركة لا تقبل القسمة على اثنين ، وان أوهام الكفار المستعمرين في أوروبا وأمريكيا وعبيدهم في الأنظمة العربية والإسلامية وأدواتهم الرخيصة في السلطة الفلسطينية ستتحطم كما تحطمت كل الخطط والتسويات السابقة التي كانت تهدف إلى دمج كيان يهود وجعل وجوده شرعيا في بلادنا .

إن فلسطين لم تعد بعد نزول سورة الإسراء بلدا وان القدس لم تعد بعد فتحها مدينة ، إن فلسطين والقدس والأرض المباركة أصبحت بالإسلام  عقيدة عند كل مسلم وبالفتح ملكا لكل المسلمين ،، لا فرق بين ترابها، فما احتل عام 48 هي أرض مباركة وما احتل عام 67 هي أرض مبارك أيضا، وما دام المسلمون يدينون بالإسلام فان تحرير فلسطين كاملة يبقى مسالة وقت لا غير .

إن الأمة الإسلامية وهي تغذ الخطى نحو استعادة سلطانها المسلوب لترنو عيونها إلى تحرير الأرض المباركة والصلاة في جمعة النصر في باحات المسجد الأقصى.. فذلك المشهد يتوج كل انتصار وعزة يسعى إليها المخلصون من أبناء الأمة الإسلامية فلا طعم للنصر ولا اكتمال للعزة ولا شفاء لصدور المؤمنين  إلا برفع راية العقاب خفاقة على مسرى رسول الله صلى اله عليه وسلم.  )وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(.

حينها لن يفيد برلمانات أوروبا تصويتها ولن يجد الخونة المتآمرون على الأرض المباركة ملاذا يلوذون به من غضب الأمة ، والى أن يكون ذلك يجب على الثورة أن تستمر .

3-12-2014