تعليق صحفي

الإعلام... موضوعية في نقل الحدث... وخصوصية في الموقف منه

تطرقت صحيفة فلسطين إلى نقاش مثار حول قضية تشريعية تتعلق بالحدود، وجاء في تقرير الصحيفة:  "أثيرت في المدة الأخيرة ضجة بشأن وجود حد الرجم في الإسلام، افتعلها بعض الكتاب الفلسطينيين الذين أطلقوا العنان للعقل، مع علمهم أن العقل قاصر وقد يخون صاحبه، وقالوا: إنه لا يوجد حد الرجم في الإسلام؛ لأن ذلك يتعارض هو والحرية الشخصية، الأمر الذي يخالف إجماع الأمة، متناسين أن للتفكير حدًّا لا يجوز تجاوزه، إذ لا تؤخذ الأحكام الشرعية بالعقل".

ودون نقاش تفاصيل ما جاء في التقرير، لا بد من التأكيد على وجوب انحياز الإعلام إلى ثقافة الأمة الإسلامية، وهو ما يبدو قد ظهر في هذا التقرير، وهذا الانحياز الثقافي لا يتعارض مع المعيار المهني الذي يوجب على الإعلام الموضوعية في متابعة الأحداث السياسية.

وهنا لا بد من التفريق بين نقل الحدث الذي يتطلب موضوعية في ذكر تفاصيله الواقعية دون أي انحياز، وبين الموقف من الحدث الذي لا يصح فيه إلا الانحياز لثوابت الأمة وعقيدتها. ولذلك لا يمكن لإعلام يريد أن يكون إسلاميا إلا أن يكون منحازا للإسلام.

وحول القضية المثارة في التقرير حول الحدود: لا بد من التمييز بين التلقي الشرعي للأحكام الشرعية، وبين التلقي الديمقراطي للتشريعات القانونية، إذ أن الصنف الأول هو عبادة لله، أما الثاني فهو اتباع للهوى وجري على طريق التشريع العقلي (القاصر كما في التقرير). وشتان بين من يعبد الله عن وحي ومن يعبد البشر عن طريق تشريع بشري قاصر.

وإن فساد الاستناد إلى منطق الحرية الشخصية كما جاء في التقرير، يقضي بفساد الديمقراطية كنهج حياة، ويوجب على من ضُلل فيها من الإعلاميين والسياسيين أن يلتفت إلى التناقض الذي يبرزه هذا التقرير كعينة تدلل على التضارب الصارخ بين الديمقراطية والإسلام.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِقَامَةُ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي بِلَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". أخرجه ابن ماجه (2/848 ، رقم 2537) ، وحسنه الألباني (صحيح الجامع، رقم 1139).

13/12/2014