تعليق صحفي

قادة السلطة والحكام العرب لا يملكون من قرارهم من قطمير...مشروع القرار العربي نموذجاً!!

قررت جامعة الدول العربية، إثر اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل أكثر من أسبوعين، تقديم مشروع قرار عربي لمجلس الأمن لتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وأكدت مصادر دبلوماسية آنذاك أن القرار سيقدم في غضون أيام!.

وقبل أيام صرح صائب عريقات أن القرار سيقدم في غضون ساعات لمجلس الأمن.

وبعد اجتماع قيادة السلطة الأحد أُعلن أن مشروع القرار سيقدم الأربعاء.

ويوم الاثنين أعلنت مندوبة الأردن في الأمم المتحدة أن مشروع القرار لن يقدم الأربعاء حيث أن الفلسطينيين لم يطلبوا من الأردن تقديمه لمجلس الأمن وأنها سمعت بذلك عبر وكالات الأنباء فقط، وقالت إنه لا بد من انتظار مفاوضات كيري مع نتنياهو!.

انتهى اجتماع كيري بنتنياهو وخرج الأخير متعنتراً.

ويترقب قادة السلطة والحكام العرب الآن لقاء كيري مع عريقات والعربي، ويترقبون مشاورات كيري مع وزراء أوروبيين، والصيغة التوافقية التي ستقترحها أمريكا على فرنسا.

وصباح اليوم صرح وزير خارجية السلطة بأن سلطته ستعتمد مشروع القرار الفرنسي بعد "تطعيمه" عربيا وستكتفي به دون تقديم مشروع قرار عربي!! ولا زالت المساومات دائرة...والحبل على الجرار!!.

 

إن مواقف قادة السلطة والحكام العرب تجاه تقديم مشروع قرار شكلي هزيل لا يحرر أرضاً ولا ينكأ عدواً بل "يشرّع" احتلال الأرض المباركة ويدعو للتطبيع مع المحتل، هي نموذج مصغر لمدى فقدان الحكام لأدنى حد من السيادة وامتلاك القرار، وبالطبع فما يدور خلف الكواليس أدهى وأمرّ!.

إن هذه المواقف المضطربة والمترددة والمتهافتة تكشف مدى التبعية التي تعتري قادة السلطة والحكام العرب ومدى ارتهانهم للاستعمار في كل حركة يتحركونها، فهم ليسوا أكثر من سن في دولاب تديره أو توقفه أمريكا وأوروبا كلما رأت ذلك!.

إن رهن القرار بالأجنبي انتحار سياسي بل جريمة، وهو أعظم جرماً عندما يكون هذا الأجنبي عدو لئيم يفتك بالأمة ويعلن عليها الحرب شعواء، ويزيد ذلك جرماً عندما يكون القرار يتعلق بأرض مباركة ومآله تضييع الأرض والعرض والمقدسات.

إن مصير من يتعلق بحبال الكافرين وينفصل عن أمته بل ويناصبها العداء هو الخسران والعذاب والخزي في الدنيا والآخرة، ولن ينفعه الكافرون شيئاً "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"، وقال سبحانه "الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا".

إن الأرض التي باركها الله من فوق سبع طباق، وجعلها قبلة المسلمين الأولى ومسرىً لنبيه الكريم ومعراجه إلى السماوات العلى، قد أسقطت هؤلاء النواطير الأقنان من حساباتها منذ زمن بعيد، وإنها اليوم تتطلع لعزمات الرجال الرجال في جيوش المسلمين ليعيدوا سيرة الناصر صلاح الدين، فيطهروا المسرى من جديد ويعيدوا الأقصى منارة للمسلمين، وإن ذلك اليوم كائن قريباً بإذن الله، ويومئذ يفرح المؤمنون ويخيب الكافرون والمنافقون.

16-12-2014