تعليق صحفي

النظام الأردني يأبى إلا المحافظة على عراقته في خيانة فلسطين وأهلها!!

ما إن كشف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أمس أن بلاده طلبت من سفيرها وليد عبيدات العودة إلى ممارسة عمله في "تل أبيب"، مبررا ذلك بالقول: "عودة السفير تأتي بعد أن لمست الحكومة تطورا ملحوظا إيجابيا فيما يتعلق بالأوضاع في مدينة القدس المحتلة"، حتى أتى خبر اقتحام قائد لواء "شرطة الاحتلال" و11 ضابطا صباح اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، وقيامهم بجولة في الساحات والمساجد.

وفي سياق متصل اقتحم حوالي 20 مستوطنا الأقصى عبر باب المغاربة، وقاموا بجولتهم في الساحات. وتواصل شرطة الاحتلال احتجاز هويات النساء على أبواب المسجد الأقصى، قبل دخولهن اليه، وهو ما يفضح موقف النظام الأردني المخزي والعريق في الخيانة من قضية فلسطين، حيث كان النظام الأردني من أوائل الأنظمة تطبيعا مع كيان يهود المجرم، والجبهة الشرقية لكيان يهود هي أكثر الجبهات أمنا واستقرارا ليهود منذ عقود، وذلك "بفضل" جهود النظام الأردني الدؤوبة من أجل ضمان ذلك!.

أما المسجد الأقصى والقدس فهما أكبر شاهدين على حجم الاستخذاء الذي يتحلى به النظام الأردني تجاه كيان يهود منذ عقود، فالمسجد الأقصى تعرض للحرق عام 1969م، ومنذ عام 1967م والمسجد الأقصى يتعرض للحفريات التي صدّعت جدرانه وخلخلت أركانه، ومنذ سنوات والمسجد الأقصى يُدنس بشكل متواصل باقتحامات قطعان اليهود، ومنذ عقود  ويهود يضيّقون على المصلين ويمنعون أهل فلسطين من الوصول إليه لمجرد الصلاة!.

أما القدس فتتعرض لعملية تهويد متواصلة وتهجير لأهلها وتضييق عليهم إلى درجة أصبح بقاء أهلها وثابتهم فيها أسطورة تحكى.

وكل ذلك يحدث والنظام الأردني يدّعي أنّ "كيان يهود ملتزم بوعوده في احترام السيادة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس وعدم تغيير الوضع القائم".!! ويأتي الآن ليعيد سفيره تأكيدا على ذلك، وهو ما يؤكد أنّ النظام الأردني إن لم يكن مستخذيا أمام يهود، فهو متواطئ معهم ومتأمر على فلسطين وأهلها، وأنّ النظام الأردني يحافظ على عراقته في خيانة فلسطين وأهلها.

فحريٌ بأهل الأردن الأشراف وجيش الكرامة أن يغذوا الخطا نحو إسقاط النظام الأردني المجرم، ليعيدوا تسطير الأمجاد والبطولات في وجه أعداء الأمة، وليمحوا حقبة الذل وأركانه من تاريخ الأمة.

4/2/2015