تعليق صحفي

"أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون"

تحدث الشيخ عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام  في خطبة الجمعة أمس بمكة المكرمة عن أهمية البيعة في الاسلام ووجوبها، وجدد البيعة لحكام "السعودية" واصفا إياهم بولاة الأمر، مؤكدا وجوب البيعة والسمع والطاعة لولاة الأمر، وحفظ هيبتهم، ما لم يأمروا بمعصية، وتحريم الخروج عليهم وإن ظلموا وجاروا. وأنهى السديس خطبته بالدعاء إلى الله لينقذ المسجد الأقصى من اليهود الغاصبين المحتلين، وبأن ينصر أهل الشام على الطغاة.

هل يغيب عن السديس ما يقوم به حكام آل سعود –أنسباؤه- من محاربة لله ولدينه في الحجاز؟! أم يغيب عنه كفرية الدستور والقوانين المطبقة في المملكة؟!

أم يغيب عنه تفريطهم بقضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين والشام اللتين يدعو لهما؟!

أم يغيب عنه إفقار حكامه للأمة ونهب أموالها ونفطها لصالح أعدائها ووضع ما تبقى في أرصدة أمرائهم؟!

ألا يعلم السديس بحرمة تفريق المسلمين إلى دول وكيانات، هذا سعودي وذاك يمني وآخر جزائري؟!

ألا يشاهد السديس حكامه وهم يمطرون الشام بقنابلهم تحت إمرة وقيادة أمريكا الصليبية؟! أم أنه لا يعلم بحرمة الاستعانة أو القتال تحت راية الكفر ؟!

ثم ألا يعلم السديس ومن هو مثله من العلماء بوجوب بيعة خليفة واحد يحكم بكتاب الله وسنة نبيه، بعد خلع كل حكام الضرار وعلى رأسهم حكام الحجاز؟!

إنّ مثل هكذا أمور لا تخفى على من هم دونه بكثير، فكيف به هو؟ ولكنه النفاق وبيع الدين بالدينار، واستغلال الدين لتضليل الأمة وأبنائها. عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قَالَ:"أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةُ الْمُضِلُّونَ".

وحاجة الحكام لمثل هذا في مثل هذه الأيام التي تموج فيها الأرض من تحت أرجل الحكام، حاجة ملحة. فالحكام والغرب يدركون حجم التململ والحراك الذي تعيشه الأمة، ويعلمون أن وجهتها الإسلام، ولذلك تبرز مثل هذه المحاولات اليائسة.

وفي ظل تصاعد أعمال المخلصين ووصلهم الليل بالنهار من أجل رفعة هذا الدين، فستبوء كل محاولات الحكام وعلماء الضلال إلى فشل وثبور، والله ولي المتقين.

14/2/2015