تعليق صحفي

من أجل الأقصى: هل يمكن أن يتجرأ رئيس السلطة على طلب "نسمة" حزم من ملك السعودية؟!

نقلت وكالة وفا أن رئيس السلطة الفلسطينية عباس اتصل بملك السعودية سلمان متابعة لما يجري من انتهاكات واعتداءات يهودية في القدس والمسجد الأقصى المبارك. ونقلت عن ملك السعودية أنه يبذل جهودا مع عدد من الرؤساء والمسؤولين، وبأنه طلب من وزير خارجيته متابعة اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية القدس ومقدساتها. ومن ثم ذكرت أن عباس شكره على جهوده ومواقفه الداعمة للقدس وفلسطين.

من أجل استشعار مستوى الهبوط السياسي والمحتوى الفارغ في مثل هذا الخبر، لا بد من استحضار انعكاسات عاصفة الحزم على التصريحات الفلسطينية حين انطلاقها: ففي آذار الماضي (29/3/2015) ذكرت صحيفة رأي اليوم أن عباس فاجأ الإعلام "للمرة الألف، إن لم يكن أكثر، عندما ناشد العرب يوم السبت أن يأخذوا الموقف نفسه الذي اتخذوه في اليمن" وأن تمتد "عاصفة الحزم" إلى دول عربية أخرى تعاني من الفتن الداخلية والانشقاقات والانقسامات مثل سورية والعراق وفلسطين وليبيا والصومال"، نقلا عن صحيفة "الأيام" الفلسطينية.

إن ذلك الموقف المخزي لكرازاي فلسطين يتجدد اليوم عندما لا يجرؤ على استحضار لغة القوة العسكرية في اتصاله مع ملك السعودية ضد الاحتلال اليهودي ومن أجل الأقصى المبارك، وهي اللغة التي يستحضرها فقط ضد أهل فلسطين وضد سلطة حماس، نصرة لمعاركه الدونكيشوتية مع طواحين الهواء في غزة. ليجدد بذلك التأكيد على أنه "سياسي!" يسعى لإنهاء عذابات اليهود لا عذاب أهل فلسطين، ولا لإنهاء الاعتداء الوحشي على مقدساتهم ومقدسات الأمة، ومن ثم يصبح "عسكريا" يستعد أن يتصدى بالقوة العسكرية لينهي أن تهديد أمني لليهود!

وهذا الخزي يطال ملك السعودية أيضا، إذ لا زالت طائراته تحلق في سماء اليمن تضرب المسلمين، ضمن معركة بالوكالة عن أمريكا، وفي ساحة التنافس الاستعماري على المصالح السياسية في اليمن بين أمريكا وبريطانيا، ويجنّد مشايخه للفتوى بالجهاد في اليمن، ثم لا يصدر منه أبعد من "تجنيد" وزير خارجيته في "معارك!" دبلوماسية باطلة وفاشلة كما أثبتت الوقائع قبل المبادئ، ويُلجم مشايخه عن الحديث عن غضبة لله والإسلام ضد اليهود.

فأي مواقف عار يُشكر عليها ملك السعودية! وأي خزي سياسي ونذالة "وطنية!" يصرّ عليها عباس! وإلى متى سيبقى الأتباع من مؤيدي مشروع السلطة الباطل في غفوتهم السياسية وفي التصفيق لعباس وهو يستأسد على أهل فلسطين ويركع أمام اليهود؟

إن "اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية القدس ومقدساتها" معروف للصغير قبل الكبير، وللمواطن قبل الملك، وهو القوة العسكرية التي تخلع كيان يهود المجرم من جذوره وتنهي شروره، ولكن مثل تلك القوة -عند عباس وسلمان وكافة الزعماء العرب- مسلطة على الشعوب لقمعهم، وليس واردا عندهم أن تسلط على الأعداء المحتلين لخلعهم.

وهذا يجدد التأكيد أن طريق التحرير لفلسطين يبدأ من كنس الملوك والرؤساء عن عروشهم حتى تتحرر الإرادة العسكرية للجيوش، فتهب هبة صلاح الدين وهبة قطز، تعصف بمصقول الحديد على معاقل اليهود وثكناتهم، وذلك ما يتحقق بالواقع القريب –إن شاء الله- تحت إمرة الخليفة الذي يلقن اليهود أن عاقبة التجرؤعلى الأمة الإسلامية ومقدساتها هي الهلاك في الدنيا، قبل العقاب في الآخرة.