تعليق صحفي

التغيير الحقيقي وقيام "الخلافة على منهاج النبوة" هو ما يخشاه أوباما

في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "إن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأقوى في العالم حاليا، ولا يختلف اثنان على ذلك، ولكن هذا الوقت خطر أيضا، خصوصا وأن بعض المناطق في العالم، كمنطقة الشرق الأوسط، تمر بتحولات جذرية قد تؤثر بشكل مباشر على الأجيال المقبلة".

ما يقلق أوباما ليس حجم الدماء التي تسيل في منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت إدارته السبب الرئيس –سراً وعلانية- في إراقتها عبر دعمها لأنظمة الحكم الجبرية العميلة لها وسعيها لإجهاض ثورة أمة تطلعت للتخلص من ربقة الاستعمار، ولا يقلق أوباما بالطبع ملايين المهجّرين من بلدانهم وملايين الأطفال الذين يعانون بسبب حرص أمريكا على إبقاء بلدان المنطقة تحت سطوتها وخاضعة لنفوذها الاستعماري!!.

إن ما يقلق أوباما ويدعوه للتفكير بل ومطالبة الكونغرس بإرسال قوات عسكرية أمريكية للمنطقة هو حصول تغيير حقيقي يقود إلى تغيير جذري فيخرج المنطقة من دائرة النفوذ الأمريكي إلى السيادة والقوة والمنعة التي تؤهل الأمة الإسلامية لتلعب دوراً مؤثراً في الساحة الدولية، ولن يكون ذلك إلا بإقامة الخلافة على منهاج النبوة.

هذه الحقيقة تسعى أمريكا لتخفيها تحت مظلة محاربة ما تسميه بالإرهاب، فتحت هذه المظلة تروج أمريكا لحربها ضد الأمة وتجمع حولها الأتباع والأشياع، وتحت هذه المظلة تسعى لتنفير الناس من المنادين بالخلافة -سبيل خلاص الأمة ونهضتها- وجعلهم فئة معزولة، لذا تراها تسخر كل امكانياتها وعبر أدواتها وأتباعها وعملائها وأشياعها لشن حروب عسكرية وفكرية وسياسية ومؤخراً اليكترونية ضد الساعين للخلافة التي يخشاها أوباما.

إن "التحولات الجذرية" التي يمكن أن تؤثر على مستقبل الأجيال القادمة هي خير للبشرية على عكس ما يروج له أوباما ويخوّف به الشعب الأمريكي كذباً وتضليلاً، فهي ستنهي حقبة الظلم الرأسمالي بعنجهية دوله ووحشيتها وجشعها وسرقتها للخيرات وإشعالها للحروب وتحكم فئة قليلة من الرأسماليين بخيرات العالم وثرواته، وهي ستؤسس لنهضة أمة عرفت البشرية في ظل خلافتها العدل والرحمة، ذلك هو ما يخشاه أوباما وما يسميه بالتحولات الجذرية!

إن على الأمة أن تدرك أن معركتها مع رأس الكفر والاستعمار أمريكا –التي يزعم رئيسها أنها الأقوى- معركة جدّ خطيرة، وأن أمريكا وأحلافها وأتباعها وأشياعها لن يدّخروا جهدا في حربها، مما يستدعي أن يكون المسلمون على قدر المسؤولية وعلى درجة عالية من الوعي السياسي لكل ما يحاك ضدهم من مؤامرات ومخططات، وأن يعتصموا بحبل الله دون سواه، وأن يحشدوا جميعا كل طاقاتهم نحو إقامة الخلافة التي تنقذهم وتنقذ البشرية كلها، وبغير ذلك ستبقى بلادنا مستعمرة وخيراتنا منهوبة ودماؤنا تراق كأنها الماء.

(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)