تعليق صحفي

بل دعم إيران تهمة وجريمة يا قادة المقاومة!

رفض مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، ما نشرته «الشرق الأوسط»، بشأن عزم إيران دفع دعم مالي سنوي لحركته، لكنه عاد وناقض تصريحاته بتأكيد أن دعم إيران ليس تهمة (صحيفة الشرق الأوسط في 26/5/2016). وكانت وسائل الإعلام قد تحدثت عن تخصيص مبغ 70 مليون دولار سنويا للجهاد الإسلامي كدعم مالي ثابت من إيران لـ«حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية (عيون الخليج 26/5/2016).

إن أية علاقة سياسية مع إيران التي تنفذ حاليا مذابح الفلوجة، وتقطر أنياب جترالاتها من دماء اطفال الشام، ويتآمر سياسيوها على المسلمين في اليمن، هي تهمة، بل جريمة سياسية من العيار الثقيل، فكيف بها إذا كانت من قبل حركة تصنّف نفسها على أنها حركة مقاومة. لذلك نقول لقادة الجهاد الإسلامي، إن تلقي الدعم الإيراني أكبر من مجرد تهمة، وإن الأولى بكل مخلص أن يحسم أمره بالتبرؤ من فسطاط النفاق ومن جبهة المستعمرين وأن يلتحق بفسطاط الإيمان، وبثورة الأمة التي تريد التحرر والانعتاق من كل المستبدين والمتآمرين على الأمة وعلى مصالحها الحيوية.

إن النظام الإيراني الذي ينفذ دور شرطي المنطقة الذي أوكلته أمريكا له، هو أداة تنفيذ المؤامرات الأمريكية ضد الأمة وثورتها، وهو أداة للحفاظ على الحكام المستبدين ليستمروا أدوات طيعة في يد أمريكا، وإن سعي إيران لديمومة نظام بشار عبر المجازر أوضح مثال على ذلك.

وإن هذا المال السياسي القذر يستخدم ليعبد الطريق لتحسين صورة النظام الإيراني، وليكون من يتلقاه "مكياج" لتجميل وجه إيران البشع، وهو ما دفع قبل أيام ممثلين عن حركات المقاومة للمشاركة في تأبين قائد حزب إيران في سوريا.

إن غاية تحرير فلسطين سامية، لا يمكن أن يُتسلق إليها عبر جرائم إيران ولا عبر مالها الملوث، وإن القاعدة الميكافيلية: "الغاية تبرر الوسيلة" هي قاعدة غربية وغريبة بل مناقضة لثقافة الأمة، التي أوجبت المفاصلة بين الحق والباطل، وبين الحراك من أجل التحرر والحراك على أنغام الحكام المستبدين.

وهنا لا بد من التساؤل: ما الفرق بين إيران والسعودية أو سوريا، فيما يتعلق بمواجهة الكيان اليهودي المجرم، وهي كلها أنظمة ظلت عاجزة عن التقدم خطوة على مسيرة التحرير، بل إن كلام حسن قائد الميليشيا الإيرانية في لبنان ينطبق على إيران قبل غيرها عندما قال: " لا تراهنوا على الذين خذلوكم 70 عاما".

ولذلك حري بقادة الجهاد الإسلامي وقادة حماس أن يفهموا هذه العبارة على حقيقتها، وأن يدبروا عن إيران وعن بقية الأنظمة التي لا زالت تخذل فلسطين، وتكبّل جيوشها عن حرب التحرير المقدسة.