تعليق صحفي

في غياب سلطان الإسلام، المسلمون كالأيتام على موائد اللئام، قتلاهم مجرد أرقام

واشنطن ـ رويترزـ قال الجيش الأمريكي في بيان اليوم الجمعة إن 484 مدنيا على الأقل قتلوا على الأرجح في ضربات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ بدء الحملة في عام 2014،وتشير الأرقام الذي يعلنها التحالف شهريا، وهي أقل من تقديرات جماعات غير حكومية مثل إيروورز، إلى الزيادة في أعداد القتلى ...

تذكر كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل الحارث بن عمير الأزدي إلى هرقل يدعوه للإسلام، فقتله شرحبيل بن عمرو في الطريق، ومن بعد أرسل وفداً إلى ذات الطلح –قرب دمشق- يدعو أهلها للإسلام، فقتلوا جميعاً وعددهم 15 رجلاً إلا رئيسهم. وخشي النبي أن يتجرأ الأعداء المتربصون على المسلمين، فأرسل جيشاً من ثلاثة آلاف إلى مؤتة جنوب الشام، وأوصاهم:

(ألا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً..).

وهذه الوصية كررها أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع جيش أسامة بن زيد حين قال: (لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً فانياً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه.. ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم إليه، وسوف تأتون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها.. وسوف تلقون أقواماً قد فحصوا "كشفوا" أواسط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله).

هذه المعاني العظيمة الواردة في الحديث وفي الأثر التي تأمر بالحفاظ على المدنيين، لا يعرفها حكام الديمقراطيات العفنة ولا الحكام الأقنان الذين تسلطوا على رقاب المسلمين واغتصبوا سلطانهم، فجميع الحروب التي شنها الغرب الديمقراطي وأتباعه ومليشياته على المسلمين في العراق وأفغانستان وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين أدت إلى تهجير ملايين المدنيين ومقتل عشرات الآلاف من الرجال العزل والشيوخ والأطفال والنساء، ولا بواكي لهم.

أما السبب لأن الغرب الديمقراطي حاقد على الإسلام والمسلمين، ولأنه لا يهتم إلا بمصالحه وتحقيق أهدافه القذرة، ونتيجة تسلط الرويبضات على رقاب الأمة فأضاعوا البلاد والعباد والمقدسات والثروات، وهانت عليهم أمتهم فباعوها في سوق النخاسة وهانت عليهم دماء الأبرياء والمدنيين من المسلمين ومن غير المسلمين أهل ذمتنا، وأصبح الشهداء والقتلى مجرد أرقام في صفحات وسائل الإعلام والتقارير الدولية.

وأما العلاج فواضح وهو عودة سلطان الإسلام وحكم الإسلام، وتنصيب الإمام الوارد في الحديث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ ، وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ "، يحكم في خلافة راشدة على منهاج النبوة فيحقن دماء المسلمين ويدافع عن حرماتهم ويحرر بلدانهم ومقدساتهم من الاحتلال والتبعية، ويحمل الإسلام رسالة عدل ونور وهداية إلى البشرية فيخلصها من شقاء الديمقراطية والرأسمالية وما ذلك على الله بعزيز.