تعليق صحفي

من باع فلسطين هي الأنظمة العميلة التي تريد التطبيع مع يهود وليس أهل فلسطين

 

   صرح وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل "إنه لا يرى مانعاً من التطبيع مع إسرائيل، لافتاً إلى أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم".

القاصي والداني يعلم أن من باع فلسطين هم الحكام الخونة في مصر والأردن وسوريا، ومن يسير على نهجهم في التطبيع مع كيان يهود، كما هو حال حكام السعودية وحكام السودان ومنهم هذا الوزير، فمن فرط في أرض بلاده وقسمها وفصل جنوب السودان عن السودان ليكون موطئا للتنصير ولمنع المد الاسلامي الى بقية أفريقيا ووثنييهـا، هو نظام السودان الذي ينتمي اليه هذا الوزير، وهو ذات النظام الذي بسياساته العقيمة البلهاء، قد يؤسس لفصل دارفور، وغيرها.

نعم ان كل مجتمع يحتوي على نذر يسير من المفرطين الذين يساعدون الاحتلال ويسلمونه بلادهم، كحال بعض الخونة في فلسطين، وكحال أي سلطة في ظل الاحتلال، وكحال هذا الوزير ونظامه الذي فصل جنوب السودان عن السودان، وربما يفكك ما تبقى من السودان.

أما التذرع بأن أهل فلسطين قد باعوا أراضيهم، فان الواقع يكذبه والتاريخ أيضا، فرغم وجود حفنة قليلة مبتورة تعاونت مع المحتل لأنها تفكر على طريقة الوزير، إلا أن كفاح أهل فلسطين ضد المستعمر البريطاني وضد كيان يهود مستمر من لحظة احتلالهم لأرض فلسطين، ومن ثوراتهم المستمرة ضد الانجليز ويهود، وقوافل الشهداء التي ترتقي كل يوم ليست من أجل بيع فلسطين، بل هي التي ترد العار عن وجوه الحكام الذليلة التي رضيت ببقاء كيان يهود، وها هم اليوم يدعون بكل وقاحة للتطبيع معه وإعطائه صك الغفران.

فهل سقوط آلاف الشهداء في الحروب الماضية، كان لبيع فلسطين أم لاسترجاع ما سكتم عنه وهو كيان يهود، وهل يقتل شبان وفتيات الضفة وغزة يوميا بيد جيش يهود ومستوطنيه لأنهم باعوا أراضيهم أم مجرد وجودهم متحدين لهذا المحتل هو سبب قتلهم ودهسهم يوميا، أم أن عيون الوزير لا ترى هذا ولا تسمع ذاك.

 

لقد استخف هذا الوزير وغيره من الحكام بأبناء المسلمين في السودان وفي كافة بلاد الإسلام، فتراهم يبررون خياناتهم بخيانة غيرهم ولو كانت كذبا وافتراء، أو بكلمات مضللة، كتبرير خيانتهم بسبب خيانة السلطة وكل من يعترف بكيان يهود.

ففلسطين أرض إسلامية خراجية ملكيتها للمسلمين ولدولة الاسلام دولة الخلافة، وليست ملكا لأهل فلسطين فقط، بل هي ملك للأمة الاسلامية التي ستحررها عندما تنعتق وتخلع الأنظمة التي يوجد فيها مثل هذا الوزير المطبع، وغيره من دعاة التطبيع كالإمارات وقطر والسعودية ومن قبلهم نظامي مصر والأردن، وتقيم دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستحرر فلسطين بزحف الجيوش لا بزحف المطبعين أمثال هذا الوزير.

(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)

22/8/2017