تعليق صحفي

ابن سلمان يكشف عن توجهاته نحو العلمنة والانفتاح

  قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أعده فريدمان عن زيارته للسعودية لمعاينة التغييرات الكبيرة التي تشهدها: "لا تكتب إننا نعيد تأويل الإسلام، نحن نعيده إلى أصوله، وأهم أدواتنا هي سنة النبي والحياة اليومية في السعودية قبل عام 1979" وحسب فريدمان، فإن بن سلمان أشار إلى أنه "في أيام النبي محمد كانت هناك مسارح واختلاط بين الرجال والنساء، كان هناك احترام للمسيحيين واليهود. أول قاضية تجارية في المدينة كانت امرأة. ويذكر فريدمان أن أحد الوزراء الحاضرين أطلعه على صور وتسجيلات فيديو على "يوتيوب" للسعودية عام 1950 تظهر فيها نساء بدون الحجاب يمشين مع الرجال في الأماكن العامة، كما تظهر حفلات موسيقية وصالات سينما.

هذه هي أحد اجندات أمريكا الجديدة للسعودية، محاولة علمنة البلاد والخروج بها من عباءة الدين، نحو الانحلال ومحاربة الإسلام العلنية بعد أن افترى حكام الحجاز على الإسلام خفية وحاربوا نهضة الأمة باسم الإسلام لعقود طوال مضت، فبدل أن يعودوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربهم ويستغفرونه على ما قدمت أيديهم وما اقترفه كبراؤهم، هم يواصلون المسيرة ويتلونون بحسب الطلب الغربي ليبقوا في خدمة الغرب ومشاريعه الاستعمارية!!

فالدولة السعودية تأسست على أنقاض دولة الخلافة التي تآمروا مع الانجليز على هدمها وتقطيع أوصالها، ثم استمات حكامها على تثبيت عروشهم وتثبيت الاستعمار في بلاد نجد والحجاز وفتحوا البلاد على مصراعيها بما تمتلكه من ثروات ونفط للإنجليز حتى أسالت لعاب أمريكا التي عمدت إلى اختراق العائلة الحاكمة لتستحوذ على شيء من ثروات البلاد وخيراتها، وكان لها ما كان في فترات متقطعة حتى آل الأمر مؤخرا إلى الملك سلمان وابنه الذين يتعاهدان حفظ مصالح أمريكا وتسخير ثرواتها لإنقاذ أمريكا من ضائقتها المالية المتراكمة، وفي موازاة ذلك تريدها أمريكا أن تخرج من عباءة الدين لتنضم إلى حرب أمريكا على الإسلام تحت مسمى محاربة التطرف والإرهاب.

فبعد أن كانت أمريكا تستغل حكام الحجاز بعباءتهم الدينية وهو ما كان له عواقب سلبية على الغرب من مثل السلفية الجهادية وما يسمى بالتشدد الإسلامي، الآن يبدو أن أمريكا رأت دورا جديدا لحكام السعودية لتؤديه بعيدا عن عباءة السلفية والدين، يتماشى مع الحرب العلنية التي تقودها أمريكا ضد الإسلام.

ولكننا نذكر سلمان وابنه بالخسران المبين في الدنيا والآخرة إن لم يرعووا ويتوبوا إلى ربهم قبل فوات الأوان. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}.

24/11/2017