لقاء إعلامي مع بخاش والجعبري: "انتشار كبير لحزب التحرير في اسكندنافيا"

نشر موقع (Arab Nyheterتقريرا بعنوان (انتشار كبير لحزب التحرير في اسكندنافيا على حساب الاحزاب الاسلامية الاخرى)، تضمن لقاءً مع المهندس عثمان بخاش مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، ولقاء مطولاً مع الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين.

وتضمن التقرير كذلك مقابلة مع خبير غربي تحدث عن حزب التحرير استنادا إلى انطباعات وآراء مسبقة، ولم يبنِ كلامه على أساس التحليل الموضوعي لفكر الحزب وحضوره، وهو يعكس الخشية الكامنة لدى الغرب وسياسيه من الحزب ونشاطه في البلدان الغربية والاسلامية على حد سواء.

وفيما يلي نص التقرير:

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

انتشار كبير لحزب التحرير في اسكندنافيا على حساب الاحزاب الاسلامية الاخرى

عرب نيهيتر-ستوكهولم

رئيس التحرير : موسى الملاحي

يعتبر حزب التحرير الاسلامي احد الاحزاب السياسية التي تسعى لاقامة دولة خلافة اسلامية توحد المسلمين جميعا , والحزب ناشط في المجالين الاعلامي والسياسي ولديه برامج دعوية اعتمدت على الفكر والسياسة استطاع الحزب من خلالها استقطاب الكثير من المسلمين للانخراط في صفوفه .

وهنا في اسكندنافيا , تنتشر افكار الحزب بين الشباب المسلمين وخصوصا شباب الجامعات والمهندسين والاطباء وأهم الاسباب التي تؤدي لقناعات لدى المثقفين لتبني افكار حزب التحرير هي اعتماد التفكير الذي يستند الى اصول التشريع الاسلامي كاحد اهم مباديء الحزب بالاضافة الى تبنيه سياسة سلمية لاسقاط انظمة الحكم التي لا تحكم بشرع الله وكذلك فان الحزب يعتمد على تمويل داخلي من اتباعه , فلا يقبل أي مساعدات او هبات من أي جهات دولية او لها علاقة مع الانظمة العربية لكي يحافظ على استقلالية قراره النابع من تعاليم الشريعة الاسلامية وهذا ما اكده لنا السيد عثمان بخاش الناطق الاعلامي لحزب التحرير عندما التقيناه في مكتب الحزب في بيروت .

تأسس حزب التحرير الاسلامي على يد القاضي المرحوم تقي الدين النبهاني والمولود في قرية اجزم من اعمال حيفا المحتلة بعدما تأثر من مشهد اسقاط دولة الخلافة الاسلامية العثمانية عام 1924 , وكان الشيخ النبهاني رحمه الله الامير المؤسس للحزب ثم تولاها الشيخ عبد القديم زلوم وهو من مدينة الخليل المحتلة , لتنتقل بعدها الى الشيخ عطا ابو الرشتة والمولود في قرية رعنا من اعمال مدينة الخليل المحتلة والذي لا زال يحتفظ بامارة الحزب رغم انه ترك العمل العلني واثر العمل السري ليختفي عن انظار اجهزة المخابرات العربية التي لاحقته فترات طويلة .

تنامي حزب التحرير في دول اسكندنافيا جاء بعد هجرة اتباعه اثر نكبة فلسطين الاولى ثم الثانية , حيث ان الجالية الفلسطينية في السويد كانت اولى الجاليات العربية التي وصلت الى هذه البلاد , وكذلك النرويج والدنمارك وفنلندا , ومن ثم تتابعت هجرات ابناء بلاد الشام الذين حملوا افكار حزب التحرير معهم وشكلوا مساجد لهم وحلقات علم كانت سببا في تعاظم وجود الحزب في هذه البلاد .

واثناء تجوالي في جنوب شرق اسيا فانني وجدت اتباعا بالملايين لحزب التحرير الاسلامي في اندونيسيا  ولكن بنسبة اقل في ماليزيا وبروناي وجزيرة بورنيو التي تتقاسمها ماليزيا واندونيسيا .

خلال الاسابيع القليلة الماضية نشر تقرير يصف حزب التحرير الاسلامي بانه افضل الاحزاب الاسلامية تنظيما , وبما انني كنت قد قمت بزيارة للشرق الاوسط قبل ستة شهور التقيت بها مع السيد عثمان بخاش الناطق الاعلامي للحزب فانني جمعت معلومات كثيرة بغية نشرها في تقرير عن الحزب , الا ان رياح التغيير العربي وحركة الشعوب العربية التي تشهدها هذه الحقبة من تاريخ الامة ضاعف الالتزامات علي ولم اتمكن من نشرها في حينه , والان وبعد ان تبدل الكثير من الاحوال في البلدان العربية , من سقوط طواغيت , وانظمة باتت  تترنح بعدما اثقلت كاهل شعوب الامة وحاربتها في ارزاقها وجهلتها , وتامرت عليها مع اعداء الامة –حسب الشعوب- فانني قمت بالتواصل مع السيد ماغنوس نوريل احد خبراء الامن واحد اهم الباحثين في الحركات الاسلامية في السويد وكذلك يعتبر احد اهم الباحثين في معهد واشنطن للابحاث في الولايات المتحدة الامريكية , واحد العاملين في المعهد الدبلوماسي السويدي للسياسات الخارجية لاستطلاع ارائه بخصوص حزب التحرير الاسلامي حيث انه رافقني قبل شهور في جولة اعلامية التقينا بها بعض قيادات الحركات والاحزاب الاسلامية في لبنان .

 وفي حواري مع ماغنوس نوريل عن حزب التحرير يقول : لا اعتقد ان حزب التحرير هو افضل الحركات الاسلامية تنظيما , لكنه بالتاكيد  احد افضل الاحزاب تنظيما .

ويعتقد  بان امكانية نمو وانتشار حزب التحرير اكثر من الاخوان المسلمين , يعود لكون  جيل الشباب يرى الاخوان المسلمين على انهم جيل قديم , وهذا ما تنبه اليه حزب التحرير واستفاد جدا منه  .

ولا يعتقد نوريل بأن العقيدة الفكرية لدى حزب التحرير اقوى من الاحزاب الاسلامية الاخرى وانما يرى بأن الحزب يركز على نشاطات مباشرة مع المجتمعات الاسلامية ادت الى  استقطاب شرائح كبيرة من المجتمع المسلم في اوروبا .

ويقول ماغنوس نوريل بأن حزب التحرير بنى نفسه في اوروبا بدون ان يلفت الانتباه الى ذلك , وسبب حظره في كثير من البلدان في العالم كونه يعتبر حزاما ناقلا لمنظمات اكثر عنفا وهناك العديد من الامثلة كالدنمارك وبريطانيا على سبيل المثال .

ويعتقد بان هناك الكثير من الاساسيات المشتركة بين المنظمات الاسلامية التي ترتكز على افكار اساسية واحدة والفرق هو بين الاحزاب والمنظمات التي ترغب باحداث تغيير سلمي في المجتمعات وبين التي تستخدم العنف لتحقيق ذلك .

 اما الدكتور ماهر الجعبري الناطق الاعلامي لحزب التحرير في فلسطين المحتلة في حوار أجري معه أمس فيقول :

نحن نعمل على تغيير وجه العالم من الواقع الرأسمالي المهيمن على السياسة العالمية إلى الحياة الإسلامية المبنية على أساس العقيدة الإسلامية، وهي عقيدة حية، تقنع العقل وتوافق الفطرة، ولذلك من الطبيعي أن تُقبل البشرية جمعاء على حب تطبيق الإسلام عندما تفهمه على حقيقته.

ومن باب أولى، من الطبيعي أن يحتشد المسلمون مع مشروع الخلافة، وخصوصا عندما يفهمون هذه العقيدة على أنها عقيدة "سياسية" توجب الاهتمام بخير الآخرين وإنقاذهم من ظلم الرأسمالية، وأنها عقيدة توجب العمل للتغيير، وأن لا نجاة للمسلم إلا إذا تلبس بالعمل لإنجاز هذا المشروع الحضاري العالمي، كرسالة خير للبشرية.

وفي سؤال عن تقاطع أفكار حزب التحرير مع اغلب الأحزاب والجماعات الإسلامية ومنها جماعات استخدمت العنف في مواجهة الأنظمة العربية فأين يلتقي معها الحزب واين يفترق  ؟

يجيب : نحن جزء من الأمة الإسلامية التي تجمعها العقيدة، وهي أصل الوحدة بين جميع المسلمين على اختلاف مشاربهم الفرعية أو المذهبية.  وهذه العقيدة، وما ينبثق عنها من أصول الدين كمثل وجوب تطبيق الشريعة في دولة إسلامية، هي محل التقاء مع كل حركة إسلامية مخلصة حافظت على التمايز عن حضارة الغرب، ورفضت الانسياق خلف دعاوى تمييع الحل الإسلامي من خلال خلطه بالديمقراطية وبالحضارة الغربية.

إذن، نحن نلتقي مع كل من يحمل الإسلام الصافي والقائم على أساس المفاصلة بين الإسلام وما عداه من المبادئ والأنظمة الوضعية، ونختلف مع كل من يخلط مع الإسلام أي مفهوم من مفاهيم التلويث الثقافي والاختراق الحضاري، مثل من يحاول المزاوجة بين الإسلام والديمقراطية التي هي نظام كفر يبيح للإنسان أن يشرّع، أو من يساوم على المصالح الحيوية الإسلامية مثل الوحدة والتحرر وتطبيق الإسلام.

يتمثل معيار الالتقاء أو الافتراق، بعد العقيدة، في الاحتكام لنصوص الشريعة، نقبل وجود "المخالفة الفرعية" مع الحركات طالما أنها تستند إلى نصوص شرعية ضمن "اجتهاد شرعي"، أما إذا تلوّث نهجها بتبني الأحكام استنادا لعقلية المصالح الرأسمالية، فترفض ذلك النهج رفضا قاطعا، ولا نعتبره ضمن حدود الخلاف الشرعي.

وبالطبع، نحن نختلف (شرعيا) مع الذين اتخذوا العمل المادي (المسلح) نهجا لتغيير الحكام، فطريقنا كفاحي ولكنه سلميا لا يقر استخدام العنف تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم.

اما عن سبب منع الحزب في كثير من الدول العربية والإسلامية رغم انه حزب التحرير يعمل لتغيير الأنظمة سلميا  ؟

يقول : لا شك أن الأنظمة تدرك أنها وحزب التحرير كالماء والنار لا يلتقيان أبدا إلا أن يلغي أحدهما الآخر.

وحزب التحرير عصي على الاختراق من قبل كل قوى الأرض، لأن أفكاره صافية، ولأن أعضاءه منتقون، ولذلك عجزت الأنظمة العربية عن تجيير حزب التحرير وحرفه، وعجزت عن مواجهة فكرة، وعجزت عن كيل تهم الإرهاب له، فكان السبيل لذلك هو محاصرته من خلال المنع ومن خلال شن حرب أمنية على أعضائه، وصلت لحد الإعدام في بعض الأنظمة البائدة مثل نظام القذافي، ونظام العراق السابق، ومثل ما جرى ويجري لدى نظام كريموف في أوزبكستان.

ومن المعلوم أن الحكام هم أدوات الصراع الفكري والحضاري بين الرأسمالية ودولها من جهة وبين الإسلام وحملته من جهة أخرى، ولا شك أن ذروة هذا الصراع تتمثل في صراعهم مع حزب التحرير كونه طليعة الأمة وكونه يحمل الإسلام كمشروع حضاري متكامل. ولذلك فصراع الأنظمة ضد الحزب هو صراع بالأصالة عن أنفسهم، وبالوكالة عن دول الغرب الاستعماري، الذي يمارس نفاقا حول "الحرية السياسية" التي يدعيها.

وعن مدى تأثير بيانات الحزب شديدة اللهجة  في المجتمعات الإسلامية وكذلك تأثيرها في الأنظمة ؟

يقول : عندما ترى يافطة في ميدان التحرير عرضتها الجزيرة خلال الأيام الماضية تقول: "قالوا أمريكية … قلنا خلافة إسلامية"، فتأكد أنه محصلة لكفاح قاده الحزب لزرع وجوب الخلافة في الأمة، في حين كانت بعض الحركات الإسلامية تتحدث عن حلول واقعية وضمن أفق وطنية. وهذا بغض النظر عن السواعد التي ترفعها.

إن غلبة شعار الخلافة وتطبيق الشريعة، هو تعبير عن قوة تأثير الإسلام الصافي الذي ظل حزب التحرير يحمله ويحمّله للأمة طيلة العقود الماضية، ورفض التنازل عن أي جزئية فيه، في حين قبل البعض السكوت –بتعبير مخفف- عن بعض الإسلام.

وعندما تجد رايات العقاب ترفرف فوق رؤوس الثوار في سوريا، والألوية البيضاء ترفع في القاهرة وتونس، وفلسطين، وسوريا وليبيا وتركيا، وباكستان، فتأكد حينها أنها ثمرة جهود دعوية قام بالحزب، وتبنتها معه الأمة بقطاعاتها وشرائحها المختلفة.

نحن ننظر إلى قوة الفكرة قبل قوة الحزب، وقوة الفكرة هي واضحة صارخة اليوم، أكّدتها بعض استطلاعات الرأي العالمية قبل انبثاق الثورات.

وهذه القوة الفكرية والشعبية تنعكس على قوة الحزب، وعلى جاهزيته لتسلم الحكم بمبايعة الأمة، فالأمة هي التي تحتضن الخلافة، والخلافة هي مشروع أمة وليست مشروع حزب لوحده، وحزب التحرير يقود مسيرتها نحو الخلافة.

وعن سؤال ,  هل نجح الغرب الاستعماري في الانقضاض على الثورات وحرفها عن مسارها ؟

يجيب : إن الواقع اليوم يُبرز حالة صراع إرادات حاد بين الأمة التي تسعى للتحرر من هيمنة المستعمر ومن أذنابه ممن ينطقون بلسانها، وبين الغرب الذي يسعى لحرف الثورات.

في بعض البلاد التي ثارت، استطاع الغرب أن يكسب بعض الجولات بمساعدة من رضخ أمام ثقافته ومن خُدع ببرامجه من أبناء المسلمين، ولكن حالة الغليان لا زالت كامنة في الأمة. وهذا يوجب على أهل الثورة الحفاظ على درجة عالية من الوعي السياسي.

وفي تقديرنا هي حالة ثورية "عنقودية" مستمرة، لا تتوقف إلا وقد نصّبت الأمة خليفة يوحدها فيقضي على خطوط سايكس بيكو ويحرر البلاد ويخلع الاستعمار والاحتلال من جذورها، بل يحمل الإسلام رسالة عالمية سمحة.

وعن كيفية تقييم الحزب  للوضع في سوريا ؟ وكذلك الوضع في اليمن والبحرين ؟

يقول د. ماهر الجعبري : سوريا هي بيضة القبّان لأن الشام هي عقر دار الإسلام، وقد عجز الغرب –حتى الآن- عن إبراز طبقة سياسية سورية بديلة عن النظام تنفذ برامجه، وتمخض سعيه عن مجلس وطني هزيل، اشترك في التآمر على الثورة من خلال تبني الطرح الغربي لاحتواء الثورة وحرفها، ومن خلال التماهي مع الأنظمة العربية التي تثور الأمة ضدها، ولكن المجلس الوطني غير قادر على كسب قيادة الثورة.

أما أحرار الجيش ممن انشق وممن لم ينشق بعد، فهم قوة التغيير الكامنة، يستنهضها الحزب دوماً ويتطلع لتجاوبها، والأفق ملبد بالغيوم.

وأهل ثورة الشام امتازوا عن بقية أهل الثورات بوعي ثاقب وروحانية إسلامية واضحة تجعل المراقب يستشرف التغيير الجذري من خلالهم.

بالنسبة لليمن، تمكن الغرب من الالتفاف على الثورة، وتمكّن النظام من إعادة التشكّل، ولا بد أن اليمن سيتفجر من جديد، لأن فلول النظام لن تحل المشاكل التي ثار الناس لأجلها، والحكمة يمانية ستدرك المؤامرة، وخصوصا عندما تجد ثبات الثوار في الشام، وقد سبق أن حملت جمعة واحدة شعارا مشتركا بين ثورة اليمن وثورة سوريا مستلهما من ثقافة الأمة الوحدوية.

أما بالنسبة للبحرين، فقد حاصرها حكام الخليج، عندما وجدوا فيها شرارة تفجير الأوضاع في كافة دول الخليج، وللأسف انساق معهم من علماء السلاطين من برر للأنظمة قمع الثوار، وفي المقابل وقف ضد القمع هناك حزب الله بينما راح يباركه في سوريا. ومع ذلك تبقى الثورة كامنة في الخليج، وقد تململت في بعض أحداث السعودية أيضا.

ولذلك أقول هنا أن هذه الثورات كاشفة، ستفضح كل عالم وكل حركة يخلط الإسلام مع مصالح الحكام.

وعن اختراق القوى الاستعمارية لبعض الأحزاب والجماعات الإسلامية وتوظيفها ضمن نهج استعماري جديد يتخذ من الإسلام الديمقراطي أو المدني مظلة للذهاب قدما في بسط سيطرة القوى الاستعمارية على العالم الإسلامي ؟ يقول :

لا شك أن هنالك اختراقا ثقافيا واضحا لا يحتاج إلى تدليل، فعندما تقرر حركة النهضة في تونس أنها لن تطبق الإسلام بعدما رفعته شعارا، فهي بذلك تكشف أن قادتها قبلوا حالة الانبطاح أمام الغرب وفتحت له المجال للاختراق السياسي براحة.

وكذا الحال فيمن أكّد في مصر أنه لن يلغي اتفاقية كامب ديفيد مع الاحتلال اليهودي، وفي سوريا ممن أكد أن برنامجه لمستقبل سوريا يفتح المجال لأن تحكم سوريا من قبل غير المسلم.

أقتصر هنا على تأكيد الاختراق الثقافي، وأترك لكم قراءة ما خلفه من واقع يشير إلى اختراقات أخرى، دون توجيه تهمة لأحد بعينه، خصوصا أننا نتحدث عن مسلمين يرفعون شعار الإسلام.

وعن امكانية إقامة الخلافة الإسلامية في ظروف لا يراها البعض عملية لعودة الخلافة في ظل استهداف استعماري للعالم الإسلامي  وضعف وهوان عربي , وتخلف حضاري علمي وتقني فما ردكم على هؤلاء ؟

يقول :

إن ما ذكرته من استهداف استعماري وضعف وهوان وتخلف هو الذي يشعل الشعوب نحو الخلافة، والمحلل الموضوعي يدرك أن ذلك ليس معيقا بل محفزا، وتاريخ الأمم شاهد على ذلك.

إن الرؤية التغييرية للمسلمين لا تصاغ على أساس "الواقعية" بمعنى التسليم بالأمر الواقع، بل على أساس الانقلاب الجذري على الواقع حسب طبيعة الإسلام "الانقلابية" التي قلبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه من جاهلي يقوم بوأد ابنته، إلى حاكم عادل انصاعت له الأرض، وصار يقلق لو أن شاة عثرت في أرض العراق.

إن المدرك لحركة الشعوب وتقلب التاريخ –حتى من الأعداء- بات يرى الخلافة على مرمى حجر، ولذلك يحذّر الأعداء منها في كثير من الدراسات والتقارير الاستراتيجية، ومن هنا أصدرت بعض مراكز الأبحاث الاستراتيجية توصيات نحو تعايش الغرب مع الحركات الإسلامية ممن تقبل أنصاف الحلول والتي صنفتها معتدلة، لقطع الطريق على التغيير الجذري الانقلابي.

ثم إن من يحمل عقيدة الإسلام يدرك أن الخلافة ووعد وفرض، والله لا يخلف وعده. والمسلم لا ينجو من إثم التقصير إلا بالتلبس بالعمل لها، ولو بدت له أن تحقيق الخلافة صعب المنال.

وخطاب مشروع الخلافة للمسلمين هو خطاب سياسي عملي وخطاب دعوي أخروي من أجل الثواب، ولذلك يقوم به المسلم بغض النظر عن استشعاره –بإدراكه الفردي- قرب النصر، الذي هو من عند الله وحده.

وعن موقف الحزب من ايران ؟ وهل من خطورة تشكلها السياسة الايرانية على شعوب المنطقة ؟

يجيب د. ماهر الجعبري :

نحن ضد الأنظمة الرابضة على صدور الأمة جملة وتفصيلا، ولا توجد مفاضلة في السوء، كلها –ومنها النظام الإيراني- أنظمة مأجورة تسعى سعي الغرب لا سعي الأمة.

والخطورة في النظام الإيراني، أنه يتستر بالإسلام، ومثله السعودي، ويزيد الإيراني أنه "يحتضن" المقاومة وأنه يقدم نفسه تضليلا على أنه من ضمن محور ممانعة ضد أمريكا "وإسرائيل"، فيما ظلّت أمريكا تقصف المسلمين من فوقه في أفغانستان، ومن تحته في العراق وهو ساكن راقد، بل يزوّد الأمريكان بخرائط ترشدهم لمكامن المقاومين من طالبان (كما كشفت البي بي سي قبل أعوام)، ويوصي تقرير بيكر هملتن (الأمريكي) بتسخير إيران (وسوريا) لخدمة أمريكا في الخروج من مأزق العراق.

اما عن نظرته  لمستقبل المنطقة خصوصا بفيما يتعلق  بالاحتلال الصهيوني ومعاهدة السلام بينه وبين السلطة والاردن ومصر بعدما ماتت العملية عمليا ولم يبق منها الا الاتفاقيات الامنية ؟

يقول :

الإسلام هو تاريخ وحاضر ومستقبل المنطقة، بل مستقبل البشرية جمعاء.

أما بالنسبة للكيان اليهودي المسخ، فقد زرعه الغرب خنجرا في صدر الأمة في حربها على الإسلام وخلال معركة القضاء على دولة الخلافة، ولذلك فهو عرض من أعراض الداء سيزول بسرعة مع استعادة الأمة عافيتها السياسية بعودة الخلافة.

ودولة اليهود زائلة بمعطيات الواقع، وبقراءة التاريخ، وببشرى الرسول صلى الله عليه وسلّم.

أما الذين ربطوا أنفسهم مع هذا الكيان من سلطة وأنظمة عربية، فهم زائلون معها وستُلقي بهم الأمة في مزابل التاريخ، ساعتها يكونون قد خسروا الدنيا والآخرة.

ولن تستطيع كل الاتفاقيات الأمنية أن تلغي آية جهاد واحدة من القرآن، ولذلك فمعركة التحرير بالجهاد قائمة لا محالة، ونقدر أنها قريبة بإذن الله.

وعما يشاع من تحكم حركة الاخوان المسلمين في مصر بقرار حركة المقاومة الاسلامية حماس ومدى انعكاس ذلك سلبا على القضية الفلسطينية بسبب ضعف الاخوان المسلمين في مصر  بعد عقود من التهميش, ومعما يقوله البعض بأن هناك تيار من الاخوان المسلمين انحاز الى امريكا  .

يجيب د. ماهر الجعبري . إن قضية فلسطين هي قضية أمة وليست مرتبطة أو مقتصرة على فصيل سياسي أو حركة كما يحاول البعض تصويرها، ولذلك ستبقى حية في الأمة بغض النظر عن قوة أو ضعف أي حركة أو حزب.

نحن في حزب التحرير نخوض كفاحا سياسيا ضد الأنظمة والحكومات لا ضد الحركات، وكل من حركة الإخوان وحركة حماس مسئولة عن مواقفها.

وهنا نؤكد النصح للجميع أن ينحازوا مع مشروع الأمة التحرري ومع التغيير الجذري، قبل أن تتجاوزهم الأمة،  لأن مسيرة مشروع الخلافة تتسارع نحو بلوغ الغاية.

ووالله إنه لعز في الدنيا بعد الأجر في الآخرة أن يكون للإنسان سهم في هذا المشروع.

والحذر كل الحذر من أن يكون المسلم سهما ضد هذا المشروع تحت أي عنوان مرحلي أو توفيقي أو توافقي، فالإسلام الذي عبّر عنه سيد قطب رحمه الله، بأن خط مواز مع خط الجاهلية لا يلتقي معه، ولا توجد جسور تربطا بينهما، يرفض التمازج مع فلول الأنظمة، ويرفض النهج الترقيعي.

أدعو الله أن يرزق الجميع الرشاد والسداد، وأن يستعملنا جميعا في نصرة هذا الدين وتمكينه في الأرض من خلال خلافة تخلع الاستعمار وأذنابه.

8-4-2012