بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام وحده يستطيع أن ينهي استغلال النساء من قبل النظام الرأسمالي!

إنه لمن السهل أن نرى اليوم أن المرأة المسلمة تتحمل العبء الأكبر الناتج من الهجوم على الإسلام! فالرأسمالية الغربية لا تألو جهدا في مهاجمة وتشويه صورة الأحكام الإسلامية وخاصة المتعلقة بالمرأة، مثل اللباس، تحت ستار "تحرير المرأة المسلمة المضطهدة".

لقد عرَف الغرب حرية المرأة بأن لها الحق في الظهور شبه عارية في الأماكن العامة.

لذلك هنا في الدول الغربية، نحن نرى الدعوة إلى حرية المرأة وحقوق الإنسان على حقيقتها: دعوة لاستغلال المرأة.

لا شك أن هذه الدعوة تستهدف المرأة لتجعل منها وسيلة للمتعة لا أكثر.

ضحالة هذه الشعارات واضحة على الصعيد العالمي عندما نرى كيف يجري استغلال أخواتنا في سوق العمل من أجل تصنيع المنتجات للنخبة الرأسمالية مما يضطرها إلى إهمال عائلتها وأطفالها.

في جاكرتا (إندونيسيا)، أكثر من 90٪ من العمال في المصانع هم من النساء، 90٪ منهن ليس لهن الحق في إرضاع أطفالهن، مما أدى إلى سوء تغذية الأطفال.

وفي بنغلاديش، تشكل النساء 80٪ من القوة العاملة في مصانع الملابس التي يقدر إنتاجها بـ 19 مليار دولار في السنة.

تكدح هؤلاء النسوة في ظروف مروّعة لتوفير ضروريات الحياة.

هذه الظروف المأساوية كشفتها حادثة (رنا بلازا) الأخيرة التي ذهب ضحيتها أكثر من ألف شخص، عندما انهار المصنع بسبب سوء معايير السلامة.

هل هذا هو "التمكين من خلال العمل" الذي تبشر به الرأسمالية؟! إن الرأسمالية تبشر بالتخلص من الحياء وليس التخلص من البؤس الاقتصادي.

إن هذه الأوضاع التي لا تطاق تستمر بمباركة ومشاركة كاملة من حكام المسلمين الذين باعوا هذه الأمة بثمن بخس، بينما هم يرقصون كما يريد أسيادهم الغربيون.

على الرغم من أن النخبة الرأسمالية هي التي تقف وراء هذا النظام في نهاية المطاف، لكن حكام المسلمين هم الذين يسهّلون لاستمرار هذا الوضع المخزي من الاستعباد والاستغلال لإخواننا وأخواتنا من قبل الشركات الأجنبية مقابل ثمن بخس.

لقد خلق اقتصاد السوق الحر والنظام الرأسمالي سوقَ رقيقِ العصر الحديث من نساء المسلمين حيث يُجبِر أخواتنا للعمل في ظروف مريعة من أجل أقل القليل.

إن الحل الوحيد لهذه المأساة هو قطع العلاقات الاقتصادية مع المؤسسات والشركات الاقتصادية الرأسمالية من خلال تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي تحت مظلة دولة الخلافة (نظام الحكم في الإسلام).

فقط هذا سيضمن استعادة المرأة المسلمة لدورها الطبيعي في المجتمع وهو تربية ورعاية الجيل القادم من قادة المجتمع الإسلامي.

كذلك القيام بواجباتها الأخرى بصفتها عضواً فعّالاً في المجتمع كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاسبة الحاكم، والدعوة للإسلام.

والتاريخ الإسلامي مليء بأمثلة من النساء المسلمات اللاتي تحملن هذا الدور السياسي من خلال رعاية شؤون الأمة، من أمثال:

نسيبة بنت كعب (رضي الله عنها) وأسماء بنت عمرو (رضي الله عنها) اللتان كانتا في الوفد الذي بايع الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية والتي مهدت لإقامة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة.

المرأة التي حاسبت علناً الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أراد أن يحدد المهور.

الصحابية والعالمة فاطمة بنت قيس (رضي الله عنها) التي استشيرت في اختيار مرشحي الخلافة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

نفيسة بنت الحسن التي درَّست الإمام الشافعي وكانت ممن يرجع إليها الناس في مصر للمشورة السياسية ومن أجل النصيحة في كيفية تحصيل حقوقهم.

أيها الإخوة والأخوات في الإسلام!

هذه أمثلة مشرقة يجب أن نذكرها ونعمل بها، يجب أن يكون لنا دور فعال في العمل لإعادة الخلافة في بلاد المسلمين!

إنه النظام الذي أقره الله (سبحانه وتعالى) والذي سيحمي كرامتنا وقيمنا الإسلامية. فإنه فقط بإقامة الخلافة يمكن التخلص من النظام الرأسمالي الفاسد واستبدال النظام الإسلامي الذي أتى به الوحي به.

هذا النظام الإسلامي الذي غايته نوال رضوان الله عز وجل وليس تحقيق مصالح الرأسماليين.

هذا النظام الذي سيطبق أنظمة الحياة المستنبطة من القرآن والسنة والتي تمنع الرجال من استغلال أجساد النساء.

جاء رافع بن رفاعة رضي الله عنه إلى مجلس الأنصار فقال: «لقد نهانا نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اليوم فذكر أشياء ونهى عن كسب الأمة إلا ما عملت بيدها وقال هكذا بأصابعه، نحو الخبز والغزل والنفش» [رواه أبو داود].

أيتها الأمة الكريمة! ارفضي النظام الرأسمالي والعقيدة العلمانية التي لن تحقق إلا العبودية وتلبسها لباس المساواة.

أيها المسلمون والمسلمات، اعملوا معنا لإقامة الخلافة الراشدة التي تلوح تباشيرها في الأفق إن شاء الله! فقط عند إقامتها سوف تشهد الإنسانية تحرر كل رجل وامرأة وطفل من ظلم القوانين والأنظمة التي وضعها الإنسان.

25 من صـفر 1435

الموافق 2013/12/28م

حزب التحرير

كندا

للمزيد من التفاصيل