عقد شباب حزب التحرير في المنطقة السطى – مخيم البريج-غزة محاضرة في مسجد الرحمن بعنوان: يوم الهجرة هو يوم الاستخلاف، بمناسبة قرب حلول ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من مكة إلى المدينة بعد بيعة العقبة الثانية.
 
وقد بين المحاضر الأستاذ أبو خليل ما يعنيه يوم الهجرة وأنه ليس مجرد لجوء من يعاني الظلم إلى بلد آمن وإنما هو يوم للاستخلاف حيث كانت قد سبقته بيعة العقبة الثانية (بيعة الحرب).
 
وقال: (إن هذا اليوم قد عرف قيمتَه ودلالاته ومعانيه سيدُنا عمر رضي الله عنه ببصيرته الفذة، فجعل تاريخ المسلمين يسطّر ابتداءً من ذلك اليوم بعد أن استشار كبارَ الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك، وهذا من أروع اللفتات منه رضي الله عنه حيث قال: «الهجرة فرّقت بين الحق والباطل فأرّخوا بها». إن يوم الهجرة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يعادله اليوم يومُ الاستخلاف والتمكين ونشر هذا الدين الذي ما زال وعده قائماً من الله سبحانه لعباده المؤمنين إذ يقول سبحانه: (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)
 
ثم بين الناحية العملية المستفادة من ذكرى الهجرة فقال: (إن على المسلمين أن يعملوا، بمختلف مستوياتهم، لمثل هذا اليوم، ولْيطمئنوا إلى أن الله سبحانه مؤيّدهم وناصرهم رغم كيد الكائدين قال تعالى: (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم لْيقطع فلْينظر هل يذهبنَّ كيدُه ما يغيظ). إن ذكرى الهجرة التي يتوقف عليها المسلمون جميعاً كذكرى غالية عليهم، وتعني لهم الكثير، هذه الذكرى بابها يمكن أن يفتح لهم من جديد إذا نصروا الله ورسوله ففعلوا تماماً كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. وكل من سار على درب الرسول صلى الله عليه وسلم وصل، بإذن الله العزيز الحكيم.
 
نسأل الله أن يوفق المسلمين العاملين لنصرة هذا الدين، وبلوغ هذا اليوم، الذي نشعر جميعاً بأن فجره قد آذن بالانبلاج وزمنه قد أظل. وعندها يعيش المسلمون في واقع هذا اليوم، لا في ذكراه... وهذا هو المطلوب. قال تعالى: (إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً)

4-12-2010م