في ظل استمرار الثورات المباركة التي تجتاح بلاد المسلمين في سورية واليمن وليبيا وغيرها، وضمن فعاليات حزب التحرير لإحياء الذكرى التسعين لهدم دولة الخلافة الإسلامية، قام شباب حزب التحرير في مدينة الخليل- فلسطين المغتصبة، عقب صلاة الجمعة الموافق 24/6/2011م في حارة الشيخ – ساحة مسجد الشيخ علي البكاء.
 بوقفة إستنهاضية للأمة الإسلامية، تحت عنوان:
" في موسم سقوط الأصنام الطغاة.. حانت ساعة التغيير الحقيقي بإقامة الخلافة الراشدة".
فبمشاركة وحضور جمع غفير من الناس، ووسط صيحات التكبير، رددت الجماهير الهتافات، ( الأمة تريد خلافة إسلامية)، (ويا جيوش يا جيوش حطمي تلك العروش)، (لا إله إلا الله والخلافة وعد الله)، فيما رفرفت عشرات رايات العقاب خفاقة ولواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ارتفعت اللافتات التي كتب عليها {الخلافة مشروع الأمة الإسلامية}،{ الخلافة محررة الأقصى وفلسطين}،{انتصار الثورات هو التغيير الجذري بإقامة الخلافة}،{الخلافة مطلب الجماهير}، {لا يقام الإسلام في الأرض إلا بالخلافة}،{الأمة تريد خلافة إسلامية}، {الخلافة تصون ألأعراض والدماء}، {لا عزة ولا كرامة إلا بالخلافة}،{الخلافة طريق الوحدة}، {الخلافة تاج فروض الإسلام}، ثم القى ألشيخ أبو نبيل كلمة في جموع الناس قال فيها:
ثورة مباركة انتهت بفرار مخزي لطاغية تونس زين العابدين بن علي، تبعتها مباشرة ثورة مباركة اخرى في مصر الكنانة شكلت حالة من العصيان المدني أذعن على إثرها الطاغية مبارك؛ فرعون مصر لضغط الجماهير، ويعلن تنحيَّه عن الحكم، إن ثورة الجماهير في تونس ومصر التي أفضت لخلع هذين الطاغيتين لهي دليل على حيوية هذه الأمة؛ التي ظن الغرب الرأسمالي الكافر الذي يسند هذه الأنظمة أنها- أي الأمة- في حالة موت سريري وأنها قد أصبحت ملكاً خالصاً لحكامها العملاء يورّثونها لأبنائهم!!. ثم كانت ثورة اليمن والبحرين وسوريا.. وأحداث الأردن والمغرب والجزائر وغيرها. 
 ثم بين الشيخ أبو نبيل : بأن لصوص الثورات؛ دوائر الاستخبارات الغربية تكون دائماً بالمرصاد، إما لتثبيت نفوذها أو لإدخاله، فالشعوب إنما انتفضت تطالب بتغيير النظام الرأسمالي المطبّق عليها؛ الذي أورثها الفقر والعوز والجوع والمرض والجهل والذلة والمهانة، تتلمّس نظاماً عادلاً يضمن إشباع الحاجات الأساسية، يحقق العزة والكرامة لكل من يعيش في ظله، وهل ذلك إلا نظام الإسلام؟! ولكن يريد لصوص الثورات المهيمنون على آلة الإعلام تجميل النظام الرأسمالي الفاسد بتغيير شكله من شمولي إلى ديمقراطي!!.
 واستطرد الشيخ مخاطبا المسلمين: إن هؤلاء الأصنام الطغاة جميعهم إلى زوال، فحصّنوا ثوراتكم واجعلوها في مأمن من لصوص الثورات، وإن ذلك لا يكون إلا بإدراك الحقائق الآتية:
أولاً: أنتم قادرون على تغيير جميع هؤلاء الأصنام الطواغيت المسلطين على رقابكم، فالسلطان للأمة،كما نصّ بذلك الشرع، فأنتم الذين تختارون حاكمكم بانتخابات نزيهة، ثم تبايعون هذا الحاكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم خليفة للمسلمين، ثم تكونون قوّامين على تنفيذه للإسلام وحده في كافة مناحي الحياة.
ثانياً: إن النظام الرأسمالي سواء أكان بوجه شمولي أو بوجه ديمقراطي هو نظام باطل شرعاً، لأنه من عند غير الله، وهو نظام فاسد وظالم، ويكفي ما لمسناه خلال العقود الماضية، حيث أصبحنا أفقر الناس، بل في ذيل الأمم، بالرغم من غنى بلادنا، لذلك فلا بد لنا أن نتنبّه للفخ الذي نصبه المستعمر ليجعلنا ندور في دائرتين لا فكاك منهما؛ هما الشمولية والديمقراطية -وجها النظام الرأسمالي- لذلك كانت تصريحات أمريكا و «إسرائيل » تطالب بأن يكون التغيير في مصر إلى الديمقراطية، خوفاً من أن يقيم جند الله دولة الخلافة في الكنانة. فالكفار يريدون لنا الديمقراطية، والله سبحانه يريد لنا ديناً قيّماً، يقول تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ا حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
ثالثاً: إن نظام الإسلام العظيم لا يوجَد بسنّ دستور غربي يسمى إسلاميّاً، بل بدستور إسلامي مأخوذة كل مواده من الأدلة الشرعية المعتبرة -الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس بعلة شرعية. فلا تطالبوا إلا بنظام الإسلام العظيم الذي به وحده صلاح دنياكم وأخراكم يقول سبحانه وتعالى:{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخبَيرُ }.
رابعاً: إن الإسلام يوجب عليكم رفض كل الاتفاقيات الخيانية التي وقعها هؤلاء الطواغيت؛ مثل اتفاقية كامب ديفيد، واتفاقية نيفاشا وأوسلو وغيرها؛ هذه الاتفاقيات التي تمثل تدخل الغرب الكافر في شؤوننا الداخلية.
 وقبل نهاية كلمته، وجه الشيخ رسالة في الذكرى التسعين لهدم الخلافة للأمة الإسلامية قائلا..
إن الإسلام العظيم لا يمكن أن يوجد في الحياة إلا بنظام الخلافة الراشدة التي تلقي بالنظام الرأسمالي الديمقراطي الكافر في مزبلة التاريخ وتصرعه في عقر داره. فالخلافة الراشدة هي التي تأتي بهؤلاء الطغاة ليمثلوا أمام قضائها العادل جزاء ما اقترفت أيديهم. وبالخلافة الراشدة وحدها يكون التغيير الحقيقي الذي تنشده الأمة فيبزغ نور فجر جديد ملؤه الخير والعدل،{ لمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}.. ثم دعا بدعاء مؤثر وسط تأمين وتهليل الحضور, ثم قال للحضور انصرفوا مأجورين غير مأزورين.
 المزيد من الصور

24-06-2011