كتلة الوعي في جامعة بوليتكنك فلسطين تنظم محاضرة بخصوص الثورة الصناعية

بحضور حشد من الطلبة والأساتذة المهتمين، عقدت كتلة الوعي –الإطار الطلابي لحزب التحرير- في جامعة بوليتكنك فلسطين محاضرة بعنوان "كيف نحدث ثورة صناعية وعلمية في العالم الإسلامي ومنه العربي" حاضر فيها الأستاذ في جامعة النجاح وعضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين علاء أبو صالح.

بدأت المحاضرة بعرض فيلم وثائقي أعد خصيصاً لهذه المحاضرة ومن ثم بالترحيب بالطلبة والأساتذة الحضور وتلا ذلك تلاوة آيات عطرة من آي الذكر الحكيم من سورة سبأ، ومن ثم قدم المحاضر محاضرته.

تناولت المحاضرة موضوع النهضة ووجوب أن تكون الأمة الإسلامية أمة ناهضة بل صاحبة ريادة على مستوى الأمم لتحقق كونها خير أمة أخرجت للناس ولتظهر الإسلام على الدين كله.

واعتبر أبو صالح أن التقدم العلمي ثمرة من ثمار النهضة الفكرية القائمة على أساس مبدئي، ولا يمكن تحصيله إلا إذا امتلكت الأمة طريقة تفكير منتجة.

وفرق أبو صالح بين مفهومي العلم والثقافة مبيناً أن العلم عام ليس خاصاً بأمة دون أخرى وأنه تراكمي أسهمت في تنميته الأمم على مر العصور وذكر أن للمسلمين سهماً كبيراً في ذلك، بينما الثقافة خاصة لا تشارك فيها أمة غيرها  من الأمم.

وأعتبر المحاضر أن إحداث ثورة صناعية علمية في وقتنا الراهن هي مسألة تغيير جذري إذ أنها تعني الانعتاق من حالة التبعية الصناعية والعلمية للدول الغربية الكبرى، ورأى أن ذلك يتطلب قراراً سياسياً في الدرجة الأولى.

وفي أهداف الثورة الصناعية، قارن أبو صالح بين مخرجات التقدم العلمي الذي شهدته القرون الوسطى على أيدي المسلمين في ظل الخلافة وما جلبته للبشرية من خير، وبين ما خلفته الرأسمالية اليوم على العالم من ضنك وفقر وجوع وأمية.

ورأى أبو صالح أن إحداث الثورة الصناعية يتطلب استلام زمام رأس الصناعة عن طريق إيجاد صناعة الآلات أولا، ومنها توجد باقي الصناعات، أي أن يباشر أولاً وقبل كل شيء بإيجاد المصانع التي تصنع الآلات من محركات (موتورات) وخلافها، ثم بعد توفر الآلات من صناعة البلاد تؤخذ هذه الآلات وتصنع باقي المصانع.

وأكد المحاضر على ضرورة اسقاط موضوع الجدوى الاقتصادية من الحساب عند أي دولة تريد أن تدخل الثورة الصناعية التكنولوجية، وضرورة ان تقوم الصناعة تقوم على أساس عسكري حربي لتتمكن الأمة من الاستقلال في قرارها.

وفي هذا السياق حذر المحاضر من أساليب خبيثة ينتهجها الغرب تجاه المسلمين لإبقائهم متخلفين صناعياً، منها دراسات وأبحاث ترى ضرورة التدرج في إحداث الثورة الصناعية، وعدم سماح الغرب بنقل التكنولوجيا وامتلاكها، واشغال البلاد في انتاج السلع الاستهلاكية، واتخاذ بلادنا محطة انتاج.

واعتبر المحاضر أن ما طرحه من أفكار وملاحظات حول الثورة العلمية الصناعية تأتي ضمن مشروع كامل منبثق من العقيدة الإسلامية، لإنهاض الأمة بإقامة الخلافة الإسلامية التي ستضع شرع الله موضع التطبيق، وتنطلق لتحمل الإسلام رسالة نور للبشرية تخرجها من ظلمات الرأسمالية وجور الأنظمة الوضعية إلى عدل الإسلام ورحمته. ورأى أن بشائر تحقق هذا المشروع قد لاحت في الأفق.

وأجاب المحاضر على أسئلة الطلاب المتعددة والمتنوعة والتي ألقت الضوء على السبيل والنهج العملي لإحداث هذه الثورة.

11-10-2011م